بعد رحيل زوجها ،تعتصرها الوحدة القاسية ،التفكير في الغد ، قرر اولادها ان تمكث عندهم بالتبادل برهة من الوقت ،فكرت كثير فى العرض ،وافقت على مضض ،رحالة بينهم ،وهم المشغولون عنها في حياتهم الأسرية والعملية، مما زاد وحدتها مرارا، تتلاطمها الوحدة ،ضراوة التفكير في الغد، حسمت أمرها ،قررت الإقامة بدار للمسنين ،حاول أبناؤها إثناءها على استحياء ،صممت ،استدعت سيارة أجرة،رفضت أن يقوم أي من أبنائها بتوصيلها ،حملت حقيبتها ،تاركة خلفها ذكرياتها ،كل متاع أثير عزيز عليها ،شغل تفكيرها طوال الطريق لدار المسنين ماهية حياتها في الدار،مابين نوعية الرفاق ،طباعهم، سلوكياتهم ،شكل
. الحجرة،يلح عليها السؤال هل ستجد سعادة فقدتها في تلك الدار بينهم ،وصلت الدار ،وجدت حجرتها كما تخيلتها انيقة جميلة مريحة هادئة ،ألقت رحالها ،شرعت على الفور في ترتيب أمتعتها في الدولاب، خرجت لردهة كبيرة حيث رحبت بها باقي النزيلات،متبادلين التعارف فيما بينهم ،سألتها مديرة الدار بعد عدة أيام أمام باقي النزلاء ،هل وجدت الدار كما تخيلتينها ؟،هل تسعدك الإقامة هاهنا؟.
– السعادة نحصل عليها من تخيلنا ،ليس من واقعنا ،نرسم حياتنا كما نتصور، نعيش ساعتها سعادة نحسها ،يحس بها من حولنا فيسعدوا ايضا.