وعادت الروح من جديد، ومعها الحياة برونقها المزدهر ومظاهرها المبهجة التي تسر الناظرين،وتزين وجه الصامدين المرابطين من أبناء أرض سيناء الحبيبة..
كما عادت أوراق أشجار الزيتون تتراقص مع نسيم الحرية العليل وتبشر بجني ثمار الخير والنماء في عصر الجمهورية الجديدة.
إنها ومضات الأمل والتفاؤل وسط هذه الظروف الإقليمية المتشابكة وهذا الزخم المتصاعد التي تبعث في النفوس الطمأنينة والسكينة وتغرس روحا جديدة في أجساد تألمت وعاشت مرارات سنوات من القلق والتوتر والتوجس ،لكنها لم تغادر الأرض بيقين النصر أو الشهادة، كما اعتادت عبر سنوات طويلة من الكفاح والنضال وحروب العزة والكرامة.
وبعزيمة الابطال تكمنت قواتنا الجيش والشرطة وبمساندة أبناء الأرض المباركة من مختلف القبائل من تطهيرها من دنس الفتنة والعنف والعمليات الإرهابية.
وجاءت أولي الثمار تدشين عشرات المشروعات التنموية العملاقة التي غيرت وجه الحياة في مختلف ربوع سيناء شمالا وجنوبا ،كما دشن مؤخرا اتحاد القبائل العربية كإشراقة أنارت غياهب الأفق والفيافي والقلوب الموجوعة وفتحت الطريق أمام منظومة متكاملة للتنمية المستدامة والشاملة.
وأصبح وأمسي الجميع علي قلب رجل واحد وفي كيان استراتيجي فعال يجمع ولا يفرق، شعاره التكاتف والترابط وتكامل الجهود وتآلف القلوب تحت مظلة الحب والانتماء للوطن الغالي.
وتظل رمزية شجرة الزيتون وظلالها الوارفة وحصادها المبارك ،وبما تحمله من إشارات وجدانية وتنموية وارتباط هذه الشجرة بأبناء البادية ،انطلاقا من اعتزاز رب العزة بها تكريما لها وقسمه في قوله عز وجل : “والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم.
وكللت جهود الدولة بإعادة إصلاح ما أفسدته الايادي الآثمة لمزراع الزيتون في مناطق مختلفة من أرض سيناء.
ومع بشائر الخير وقرب نصج الثمار وبعد عدة اسابيع سيحتفي
أبناء سيناء ببدء موسم جني محصول الزيتون كما اعتادوا كل عام، ولكن في ثياب جديدة ورونق بهي مغاير.
وقد اعرب الأهالي والمزراعون عن غبطتهم وسعادتهم بالدعم والتسهيلات التي قدمتها وزارة الزراعة ومحافظة سيناء لزراعة مئات الأفدنة من أشجار الزيتون ، مؤكدين أن موسم العام الماضي شهد انتاجية تزيد خمسة أضعاف عن الأعوام السابقة، بعد إنشاء البنية التحتية من كهرباء وآباروتوفير شتلات تعويضا للمزارع المتضررة،مما ساعد علي وفرة الإنتاج.
ويحتفل أهل سيناء كل عام في شهري أغسطس وسبتمبر ببدء موسم الخير مع بشائر حصاد مزارع الزيتون ، ثم فرزه وإرسال الجزء الأكبر منه للعصارات لاستخراج أجود أنواع زيت الزيتون علي مستوي العالم والذي تشتهر به أرض الفيروز.
وفي تصريحات سابقة للواء د. محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، خلال زيارته الي أحدي مزارع الزيتون في منطقة “السكاسكة” شرق العريش أشار إلى عودة الاهالي لقري الشيخ زويد، حيث بدأ الأهالي في زراعة الزيتون والخوخ والعنب وأصناف أخري من الفاكهة ما يبشر بمواسم زراعية جيدة خلال السنوات القادمة.
وفي هذا الشأن ثمن الشيخ د.حميد منصور أحد رموز العمل الاجتماعي باتحاد القبائل العربية جهود وزارة الزراعة في الاستجابة لمطالب أبناء سيناء بتوفير شتلات مجانية من أشجار الزيتون وتقاوي القمح المعتمدة لدعم مزراعي أبناء سيناء ،والنهوض بالمشروعات التنموية الصغيرة بشمال سيناء.
وبعد لقاء الوزير بوفد القبائل أعرب د.حميد عن شكره وتقدير للسيد القصير وزير الزراعة ولمحافظ شمال سيناء على دعم أهالي سيناء فى المجال الزراعي بتوفير شتلات الزيتون بالمجان لصالح أهالي سيناء حيث تم توزيع عدة دفعات خلال الشهور الماضية بالوحده المحليه بقاطية،وكذلك توفير تقاوي قمح المدعم من الوزارة بالجمعيات الزراعية بمختلف قري المحافظة.
كما أشاد بجهود م.عاطف مطر وكيل وزارة الزراعه ،م. محمد درغام ،وم. عماد البلك في تنظيم مهرجان الزيتون الأول بشمال سيناء، وتعزيز فتح أسواق لترويج منتجات الزيتون داخل وخارج أرض الكنانة.
كما كللت الجهود بمقترحات مبدعة حيث أطلق عدد من شباب أعضاء اتحاد القبائل العربية مبادرة أطلقوا عليها مسمي ” الزيتونة”، وذلك بعد تطهير قري الشيخ زويد ورفح من الارهاب الاسود الذي جلب الدمار والخراب، حيث أعلن الشباب السيناوي ضرورة مشاركتهم بدور فاعل ،وبحب وانتماء في إعادة الإعمار،فقدموا مقترحا عبر منصات التواصل للعمل علي توفير عشرة آلاف شتلة من أشجار الزيتون من خلال متبرعين وتسليمها إلي أصحاب الأراضي المتضررين الذين يرغبون في إعادة زراعة اراضيهم بالزيتون.
إنها خطوات إيجابية فاعلة وانطلاقة راشدة نحو غد أفضل لسيناء ولأبنائها الكرام ،ولجميع أبناء مصر المحروسة برعاية الله وحفظه.