طرح سيادة الرئيس أمس فكرة الاستعانة بالمساجد فى حل مشكلة التعليم المستعصية، باعتبار وجود فراغات بين فروض الصلاة، وربما استكمالا للمهمة القديمة للمساجد، والفكرة فى حد ذاتها جيدة ولو مؤقتا، حتى بوضع نظام أو تخيل لإعداد تلك المساجد بما لا يخل بقيمتها، وهناك حلول متاحة خصوصا فى فترة الصباح من السابعة مثلا حتى الظهيرة تتناسب ومدارس تعمل فى هذه الفترة، فإن عدد المساجد الحالية رسميا فى مصر بلغت نحو 106 آلاف بمساحات متوسطة وكبيرة، بينما هناك 36 ألفا من الزوايا المخصصة للصلاة، ونظرا لحالة الضغط المالى وصعوبة توفير خدمة التعليم، يوجد أكثر من مسار لمعالجة هذا الموضوع، يبدأ باتفاق وزارتى التعليم والأوقاف برعاية سيادة الرئيس، بتخصيص جزء من المسجد وحجرة إدارة به، ويمكن فصلها فى المساجد الكبيرة أو عقدها فى مساحات حسب رؤية الإدارة ، وليكن المسجد جامعا ومدرسة، وهى فكرة عملية وفعالة، خاصة في المناطق التي تعاني نقصا واضحاً في البنية التحتية التعليمية. ويكون للمساجد دور مكمل للمدرسة، بحيث لا يحرم الطالب من أداء الأنشطة بأنواعها، فيحضر يوما مفتوحا بمدرسته أو بمركز شباب مجازر حتى لوكان الجمعة أو السبت، ويسمى الجامع بملحق المدرسة. وهنا تثور فكرة جلوس الطلاب دون كراس، ويمكن لظروف البلد أن تتبنى وزارة الأوقاف توفير مقاعد طولية ( بنش) تفرد بعد الفجر عن طريق العمال وتستخدم فى صلوات كبار السن مرضى الركبة وغيرهم وبالتنسيق وحسب الرؤية، تعقد الحصص التعليمية فترة صباحية أو مسائية أو بتخصيص قاعات أو زوايا داخل المسجد لتدريس المواد الأساسية. ويمكن هنا الاستعانة بشباب الخريجين فى التدريس ممن عجزت الدولة عن تعيينهم وترصد لهم مكافآت من الجمعيات الأهلية والاوقاف أو حتى الأزهر الشريف، ونكون رفعنا عبئا ثقيلا عن الوزارة. كما يمكن استغلال المسجد فى تنظيم حصص تقوية مجانية للطلاب الفقراء تتبع الأوقاف بمدرسين متطوعين تتولاها برعاية التعليم، خصوصاً في الفترات التي تسبق الامتحانات. كما أن هناك جانبا مهما للمساجد بإقامة دورات محو الأمية لمن فاتتهم فرصة التعليم، وتأهيلهم للالتحاق بسنوات الدراسة حسب السن، وعقد دورات تثقيفية في التربية الدينية، واللغة العربية، والرياضيات الأساسية، والحاسوب. ويمكن إشراك منظمات المجتمع المدنى من المتطوعين فى رعاية وتنظيم استخدام المساجد للتعلم، وتجهيزها بالمقاعد أو السبورات أو الشاشات، أو لعقد مسابقات ثقافية تدعم أداء التعليم .
