منذ أيام عدًد مجرم الحرب الصهيونى (النتن ياهو) انجازاته وجيشه المجرم فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران واليمن.. وقال أنه يغير خريطة الشرق الأوسط كاملة لصالح دولته اللقيطة.
نسى المجرم الصهيونى أن جيشه الارهابى ارتكب من الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية، فهو لم يقتل عناصر المقاومة التى تواجهه فحسب، لكنه على ارض الواقع واجه وقتل شعوب عزل وأزهق أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والعاجزين عن الحركة، وجوعهم ومنع عنهم الطعام والشراب والدواء، ودمر المستشفيات والمخابز ومحطات المياه، وجرف الزراعات التى كان يقتات منها الشعب الفلسطينى.
ارتكب الجيش الصهيونى بأوامر (النتن ياهو) والعصابة الإجرامية فى تل أبيب ما لم يرتكبه هتلر وغيره من زعماء الارهاب والقتل والتخريب والإفساد فى العالم، ولأنه قاتل ومجرم متأصل فى الإجرام يفتخر بأنه قتل الأطفال والنساء وقضى على وطن شعب كامل يقترب سكانه من الثلاثة ملايين ولا يزال يدمر فى المدمر ويطارد أهل غزة فى خيامهم وجدران بيوتهم المدمرة ليقضى على ما تبقى منهم تحت سمع وبصر قادة وشعوب العالم ومنظماته الدولية.
لكن .. يخطىء من يظن أن الإرهاب الصهيونى يمكن أن يفرض علي الشعوب العربية الاستسلام، فالشعب الفلسطينى الذى تعرض – ولا يزال يتعرض- لحرب إبادة شاملة مازال صامدا وصابرا ويسجل كل يوم مشاهد نادرة من الصمود والصبر رغم ما يتعرض له، وكل يوم لا تتوقف مواكب شهدائه، ومشاهد صموده على حرب التجويع والقتل الممنهج بكل الأسحلة.. هذا الشعب الأبى الصامد يستحق من شعوب العالم كل تقدير، فهو الأكثر صمودا عبر التاريخ، ويواجه بصبر نادر الجيش الأكثر إجراما فى العالم.
أنا على يقين بأن ما يحدث فى غزة وما تعرضت له العديد من البلاد العربية من عمليات عسكرية صهيونية وأمريكية لن يمر دون عقاب فى المستقبل القريب والبعيد.. فمشاعر الحزن والغضب فى نفوس ملايين العرب والمسلمين وكل أحرار العالم من استمرار جرائم الصهاينة والصمت الدولى على هذه الجرائم سيؤدى حتما الى عمليات انتقامية هنا وهناك.. فما ارتكبه مجرم الحرب الصهيونى وعصابته الاجرامية من جرائم غير مسبوقة ضد شعوب عربية عمق من مشاعر الكراهية لكل من هو صهيونى، وولد فى نفوس كثير من شباب الأمة- وليس الفلسطينيين وحدهم- الرغبة فى الثأر والانتقام للشهداء.
هذا الإجرام غير المسبوق لا يمكن أن يمر دون عقاب حتى ولو اختلت موازين القوى وحشد العالم الظالم كل جيوشه لدعم عتاة الإجرام فى تل أبيب.. سوف تنطلق العمليات الانتقامية فى كل مكان وليس داخل الأرض المحتلة أو على المعابر فقط.. هذه الحقيقة يدركها كل عقلاء العالم.. إلا أصحاب القرار فى الإدارة الأمريكية التى وقفت عاجزة أمام قرارات إرهابى تمرس على الإجرام ويقود دولة الاحتلال الى الهلاك، وجلب للصهاينة والأمريكان وكل من يسير فى فلكهم ويدعم العدوان الصهيونى كراهية كل شعوب الأرض.
المذابح وحرب الإبادة الشاملة للفلسطينيين فى غزة والقطاع مستمرة، بل وتتصاعد رغم مطالبة العديد من دول العالم بوقف القتال فورا، ورغم الإدانات الرسمية والشعبية المتواصلة والمتصاعدة فى العالم كله.. وسبب كل ذلك معروف للقاصى والدانى وهو الحماية الأمريكية الكاملة لجرائم إسرائيل منذ أن ابتليت بها المنطقة العربية.
إسرائيل ليست دولة قوية وجيشها المدجج بأحدث الأسلحة جيش جبان وقد كشف مسرح العمليات العسكرية فى غزة هذه الحقيقة، وكل الحروب التى خاضوها ضد العرب خير دليل على ذلك، وتراثهم التاريخى يؤكد أنهم أجبن خلق الله وقد سجل عليهم القرآن الكريم ذلك.. لكن لأن أمريكا توفر لهم الحماية طوال الوقت، وتقدم لهم أطنان من أحدث الأسلحة، وتمنحهم مليارات الدولارات، وتحميهم من قرارات الإدانة داخل مجلس الأمن بالفيتو الظالم.. بسبب كل ذلك استقوى الصهاينة ومارسوا أبشع الجرائم عبر التاريخ، ويواصلون جرائمهم دون رادع، ويرتكبون كل يوم مذابح يذهب ضحيتها المئات من الأطفال والنساء.. وهى جرائم لا تدين الكيان الصهيونى المجرم وحده، ولا تدين أمريكا وحدها باعتبارها الراعى الأول للإرهاب الصهيونى فقط.. لكنها تدين كل دول العالم التى ترى هذا الظلم وتفضل الصمت ليرتكب الصهاينة المزيد من الجرائم وحروب الإبادة كل يوم.
عقلاء الصهاينة يتحدثون عن حجم خسائرهم مما ارتكبته العصابة الإجرامية التى تقود الحرب.. ويؤكدون أن مذابح غزة وما أسفرت عنه من قتل وتدمير وتخريب وإبادة جماعية لشعب أعزل لن توفر لهم الأمن الذى يبحثون عنه، بديل أن عددا كبيرا منهم ترك الأرض المحتلة وهاجر بحثا عن الأمان.
حسابات مجرم الحرب نتنياهو دائما خاطئة والغباء الذى يسيطر على عقله يجلب المزيد من الخوف والرعب للشعب اليهودى سواء الذى يعيش على أرض فلسطين المغتصبة أو الذي يعيش فى الشتات حول العالم لأن ما حدث لأهل غزة لن يمحوه الزمن وأبناء وأحفاد الضحايا من شهداء ومصابين سوف ينتقمون لهم.
الحقيقة التى لا تقبل نقاشا أنه مهما ارتكب جيش الكيان من مذابح فى غزة وأيا كان الرقم الذى سيقتله أو يصيبه سيخرج الكيان الصهيوني من حرب غزة مهزوما فى النهاية والانتصار الوهمى الذى يبحث عنه نتنياهو لن يتحقق، فقد ورط نفسه فى حرب ظالمة ضد شعب أعزل، ومهما دمر العدو الصهيونى من منازل للمدنيين وعثا فى الأرض فسادا فلن ينتصر، فانتصارات الجيوش لا تقاس بقدر ما تعبث وتخرب وتدمر وتقتل من المدنيين كما يعتقد مجرم الحرب الصهيونى.
كل المحللين السياسيين والعسكريين الموضوعيين فى العالم أكدوا أن إسرائيل التى تحارب منذ أكثر من عام ونصف وقتلت عشرات الالآف من المدنيين الأبرياء ودمرت قطاع غزة بالكامل، وأحرقت الأخضر واليابس، وجوعت أكثر من مليونين من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة؛ لم تحقق حتى الآن أهدافها التى أعلنتها مع بدء الحرب، وجلبت لدولة إسرائيل سوء السمعة فى العالم كله، والعلاقات السيئة مع جيرانها.. ولذلك فإن المحصلة النهائية للحرب هى هزيمة إسرائيل بالمقاييس الحقيقية للنصر والهزيمة.
الأمن الذى يبحث عنه الكيان الصهيونى لن يكون له وجود ولن يتحقق فى يوم من الأيام طالما استمر جيش الكيان المجرم يواصل بلطجته فى المنطقة ويستغل ظروفا سياسية ودولية سيئة للقيام بأبشع المذابح وحروب الإبادة والتجويع التى لم يشهدها العالم من قبل.