القصة القصيرة فن نثري ، كاشف عن صدق موهبة ،وتمكن مبدعيها من صياغتها ، فاضحة للمتحذلقين المدعين كتابتها بلا تمكن ولاموهبة ، سردية نثرية أدبية لها مبدعوها وقراؤها، لما تتميز به من من حكاية مكثفة(السرد)، مضغوطة(الأحداث)، مطوعة(التعبير)، متوافقة (إيقاع العصر ) ، بليغة اللغة مركزة (ماقل ودل ،موظفة الكلمات في جمل فصيحة سهلة ، توصل المعاني في يسر دون صدام أو تعال أو استغراق في تغريب وتجهيل القراء على اختلاف ذائقتهم اللغوية والفكرية) ، لها نفس أسس ودعائم الرواية بداية ،عقدة ،حل ،في حبكة متقنة دقيقة يصدقها ويتفاعل معها القاريء، تحوى فنونا تعبيرية رمزية مميزة تستقطب القاريء ،جاذبة إياه ،لايحمل هم زمن قراءتها ، يقف متوترا ،متشوقا ليتابع قراءتها ، وصولا لنهايتها ، متغلغلة داخل فكره ،تثير تفكيره ،لاتغادره بعد الانتهاء من القراءة ، ليست وعظية مباشرة،على الرغم من عرضها لدقائق خلل إنساني ومجتمعي ،بل محفزة فكرية ،تفكرية ،تحترم عقله ،تستحثه على إيجاد الحل بعد أن وقف على العقدة محددا إياها بدقة ،ولن يتسنى هذا إلا حين يكون كاتبها موهوبا ، يجيد رسم أبعادها ،صوت، صورة، حركة، ضوء،مجسما إياها بقوة ،ما إن تقرأ حتى تتجسد كالرؤيا بإشاراتها (رمزيتها)ودلالتها في مخيلته، إذن سر جمالها تلك المحصلة الإيحابية من مخاطبة عقل ووجدان القاريء،منشطة لملكاته الفكرية والروحية والوجدانية ، تستحثه على كشف رموزها ، تجعله في حالة من التأمل و التدبر والتفكر.