الاخبارية – وكالات
قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة علقت شحنة قنابل قوية لإسرائيل في إطار ضغط من واشنطن على حليفتها لتمتنع عن اجتياح شامل لرفح المكتظة بالسكان والنازحين جنوب قطاع غزة ولتمنح مزيدا من الوقت لمحادثات وقف إطلاق النار.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن مقاتليها يشتبكون مع قوات إسرائيلية شرقي رفح. ونزح مئات آلاف الفلسطينيين إلى رفح هربا من المعارك في مناطق أخرى من القطاع. وقال سكان إن القتال لا يزال على مشارف المدينة.
وتهدد إسرائيل بهجوم كبير واجتياح شامل لرفح وقالت إن ذلك يستهدف هزيمة الآلاف من مقاتلي حماس الذين تقول إنهم يتحصنون هناك لكن دولا غربية والأمم المتحدة تحذر من أن هجوما شاملا على رفح سيتسبب في كارثة إنسانية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن إدارة الرئيس جو بايدن علقت إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي اعتراضا فيما يبدو على هجوم متوقع على رفح. وأحجم البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق.
وسيكون ذلك أول تأخير من نوعه لإيصال أسلحة منذ أن قدمت إدارة بايدن دعمها الكامل لإسرائيل بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وواشنطن هي أقرب حليف لإسرائيل ومزودها الرئيسي بالأسلحة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه “إذا اضطُررنا للقتال بأظافرنا فسنفعل ما يتوجب علينا فعله”.
وقلل الجيش الإسرائيلي على ما يبدو يوم الأربعاء من تعليق الإدارة الأمريكية لشحنة الأسلحة وقال إن البلدين الحليفين يحلان أي خلافات “خلف الأبواب المغلقة”. وفي مؤتمر صحفي استضافته صحيفة يديعوت أحرنوت، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري إن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وصل “على حد اعتقادي إلى مستوى غير مسبوق”.
واستولت القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء على المعبر الحدودي الرئيسي بين غزة ومصر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة قاطعة طريقا حيويا لإيصال المساعدات.
وقال سكان إن الدبابات، التي توغلت للسيطرة على المعبر، لم تدخل إلى منطقة بها بنايات في المدينة وإن المعارك لا تزال على مشارف رفح.
وقالت الأجنحة المسلحة لحركات حماس والجهاد وفتح في بيانات منفصلة إن معارك متواصلة تدور في وسط قطاع غزة، بينما قال سكان في شمال القطاع إن المناطق الشرقية من مدينة غزة وبعض الأحياء شهدت قصفا مكثفا من دبابات إسرائيلية.
ورغم الهجوم الإسرائيلي الأحدث على رفح واستمرار القتال في مناطق أخرى بالقطاع، قالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس يمكن التغلب عليها في المفاوضات بشأن أحدث مقترح معدل لوقف إطلاق النار تقدمت به الحركة الفلسطينية مع استئناف المحادثات في القاهرة يوم الأربعاء.
وقال مصدران مصريان إن جميع الوفود الخمسة المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، وهي من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، ردت بالإيجاب على استئناف المفاوضات في القاهرة ومن المتوقع أن تتواصل الاجتماعات صباح يوم الأربعاء.
وذكر مصدر مطلع أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيسافر من القاهرة إلى إسرائيل في وقت لاحق يوم الأربعاء للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.
ورفضت إسرائيل يوم الاثنين الاقتراح المكون من ثلاث مراحل الذي وافقت عليه حماس وقالت إنه غير مقبول لأنه يضم شروطا مخففة.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن حماس قدمت اقتراحا معدلا وإن النص الجديد يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن “سدها تماما”.
ووفقا لمسؤولين في حماس ومسؤول مطلع على المحادثات، فإن المقترح الذي وافقت عليه حماس يوم الاثنين يتضمن مرحلة أولى يُعلن فيها وقف إطلاق النار لستة أسابيع مع تدفق المساعدات إلى قطاع غزة وعودة 33 رهينة إسرائيلية سواء أحياء أو أموات بينما تفرج إسرائيل عن 30 طفلا وامرأة من الفلسطينيين المعتقلين مقابل كل رهينة إسرائيلية مفرج عنها.
* “الفزع واليأس”
منذ الهدنة الوحيدة في الصراع حتى الآن والتي استمرت لمدة أسبوع في نوفمبر تشرين الثاني، تعثرت مساعي وقف إطلاق النار مع رفض حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين دون تعهد بوقف دائم للحرب وإصرار إسرائيل على التفاوض على هدنة مؤقتة فقط.
وحذر أسامة حمدان القيادي في حماس، في حديثه للصحفيين من بيروت يوم الثلاثاء، من أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار” إذا استمر العدوان الإسرائيلي على رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عملية محدودة في المدينة للقضاء على مقاتلي حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة. وطلب من المدنيين، الذين نزحوا بالفعل من مناطق أخرى بقطاع غزة في وقت سابق من الصراع، التوجه إلى “منطقة إنسانية موسعة” على بعد نحو 20 كيلومترا.
وقالت وزارة الخارجية القطرية يوم الأربعاء إنها تدين بشدة توغل إسرائيل في رفح، ودعت لتدخل دولي لمنع الاجتياح الكامل للمدينة.
وقال البيان “تدين دولة قطر بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف بلدية رفح واجتياحها للمعبر البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء والسكن، وتدعو لتحرك دولي عاجل يحول دون اجتياح المدينة وارتكاب جريمة إبادة جماعية وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وفي جنيف، قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن “الذعر واليأس” يسيطران على السكان في رفح.
وقالت أوريلي جودار رئيسة الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة يوم الأربعاء إن تأثير الهجوم على رفح سيكون كارثيا لأكثر من مليون شخص.
وأضافت “الأحوال المعيشية في كل قطاع غزة متردية للغاية بالفعل. ولن تتجه إلا صوب مزيد من التفاقم للناس الذين يشردون مرة أخرى ويضطرون للعيش في خيام مؤقتة وبلا توفر يذكر لاحتياجات أساسية جدا مثل المياه”.
وذكر بيان من هيئة إسرائيلية مسؤولة عن معبر كرم أبو سالم أنها أعادت فتح المعبر الواقع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة يوم الأربعاء وأضاف أن شاحنات مساعدات تم توجيهها من مصر تخضع بالفعل للتفتيش عند المعبر.
وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم يوم الأحد بعد هجوم فلسطيني قربه أسفر عن مقتل أربعة جنود.