غِيَابُكَ أَلْغَى لُهاثَ
عِشْقِي
بَعَثَرَ أَلْوَانَ الْفُصُولِ
عَبِثَ بِمَوْسِمِ الْهُطُولِ
تَهَاوَتِ الْقُلُوبُ
تِبَاعًا
كُنْتُ أَعْتَرِضُ شُمُوسَ
النَّهَارِ اللَّاسِعَةَ
لِتَشْهَدَ عَلَى احْتِرَاقِي
وَ أَنْتَ كَعَادَتِكَ وَاقِفٌ
فِي مُنْعَطَفِ الْمَغَيبِ
حَيْثُ تَتَكَدَّسُ آلَافُ
الْحَكَايَا الْمُقْنَّعَةِ
الْمُسْدَلَةِ عَلَى أَسْوَارِ
نَبَضِيَ الْمُبْعَثَرِ
أَعَاقِرُ أَضْغَاثَ طَيْفِكَ
الَّذِي احْتَلَّ أَنْفَاسِي
عَطّلَ نَبْضَ أَجْرَاسِي
أَطْفَأَ وَهَجَ نِبْرَاسِيَ
أَسْأَلُهُ عَنْ خَلَاصِي
عَنْ الرَّصَاصِ
الْمُتَرَامِي عَلَى صَدْرِ
حِكَايَةٍ مِنْ نَارٍ وَ رَمَادٍ
وَ وَعُودٍ مُطَرَّزَةٍ بِلَوْنِ
الدَّمِ الْقَانِي
هَلْ أَكْتَفِي بِدُمُوعِ اللَّيْلِ
وَ نَحيبِ النَّجْمَاتِ ؟
فَأَخَاتِلُ تِلْكَ الشِّهَابَ
أَسِيرَةَ الْهَجْرِ وَ النَّكَبَاتِ
أَمْ أَضُمُّ إِلَى صَدْرِي
هَزَائِمِي وَ ارْتِجَافِي
أَنْعِي خَصْلَةً شِعْرِي
الْمَوْءُودَةَ فِي عَتَمَةٍ
اللَّحَظَاتِ
كُلَّمَا لَاحَتْ مَلَامِحُكَ
النَّائِيَةُ الْبَارِدَةُ
تَتَأْجَّجُ نِيرَانُ لَهَفي
وَ خُطْوكَ الْمَائِلُ إِلَيّ
مُبَعْثَرٌ عَلَى طُرُقَاتِ
الْمَغِيبِ
يَصْهَلُ بِمِلْءِ رَجْفَةٍ
فِي صَدْرِ السَّمَاءِ
يَذُمُّ اسْتِكَانَةَ قَلْبٍ
وَ يُدِينُ شَمْسًاً
وُئِدَتْ قَبْلَ وِلَادَةِ
الْإِشْرَاقِ
حُضُورُكَ مَوْتٌ صَفّدَ
الْغِيَابَ
كَبّلَ وِثَاقَ تللَّيْلِ
رَدَمَ جِسْرَ التَّلَاقِي
وَ أَنَا..
أَنَا الْوَاقِفَةُ عَلَى عَتَبَاتِ
النَّأْيِ
أَسْقُطُ مِنْ نَفْسِي
إِرْبًا إِرْبًا
وَ أَعْلِنُ احْتِرَاقِي
بلجيكا