هي حصن جبلي موجود بوسط جبال البرز (جبال الديلم) جنوب بحر قزوين بايران و تبعد حوالي 100كم عن العاصمة طهران.
لم يعرف الباني الأساسي للقلعة، ويقال أن من بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء وسمّاها (ألوه أموت) ومعناها عش النسر، مرتفعة لا يصل أليها أحد إلا من طريق واحد لا تستطيع أن تسير فيه إلا فردا فردا ….لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل..
دخلتها طائفة من الإسماعيلية ويسمون الحشاشين و كانت حصنهم الحصين لتجبرهم على مدار 200 عام ، وذلك بواسطة أميرهم المؤسس حسن الصباح بتاريخ سبتمبر 1090 الذي طرد الحاكم منها، وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهبي ، من أجل أن يقيم دولته الباطنية ، وظل فيها 53 عاما كاملة حتى وفاته، أقام هذا الداهية الحسن بن الصباح فى قلعة ألموت المزارع والحدائق التى تخلب الألباب فى شكل درجات بعضها فوق بعض وفى إحدى هذه الحدائق الموجودة فى تلك الأماكن التى لا يصل اليها إنسان قام بزراعة النباتات الجميلة والأزهار المتنوعة وأشجار الفواكه الشهية ثم بحيلة ماكرة جدًا – لأنه كما يقول ابن الأثير على دراية بعلوم الهندسة والبناء- أجرى أنهارًا صناعية صغيرة من اللبن والعسل والخمر والماء الزلال.. وفكرتها أن اللبن أو الخمر أو العسل يسير فى دورة مغلقة بكمية ليست كثيرة ولكن عندما تدور فى دورة مغلقة يخيل للرائى أنها تأتى من معين لا ينضب..
وعن كيفية حصوله على الخمر والعسل واللبن، فكانت هناك المناحل الكثيرة والكروم وآلاف الماشية والأغنام وهى موجودة فى هذا الوادى الخصب المغلق المحيط بقلعة آلموت!! و اختار لها البنات الجميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى.. حتى يوهم شيخ الجبل أتباعه أن تلك الحديقة هى «الجنة»(!!).. وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها.. وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين.. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة فى مجموعات.. ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش.. ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا فى الحديقة.. وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة.. وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى.. ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل.. فيركعون أمامه.. ثم يسألهم من أين أتوا؟!.. فيردون: «من الجنة»(!!).. بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين.. ويعدهم أنهم إذا نجحوا فى مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى.. وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتى إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة!!
و هكذا تمكن الحشاشون من تنفيذ اغتيالاتهم ، مثل قتل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد و محاولات قتل صلاح الدين الايوبي الفاشلة ، و خلال السنين المتعاقبة تمكن الحشاشون في الصمود أمام الحملات السلجوقية، ثم الخوارزمية بعدها، إلى أن قدمت قوةٌ جديدةٌ للمنطقة، وهي المغول .
حيث دمر هولاكو قلعة ألموت وهو في طريقه لغزو بغداد بتاريخ 1256. كانت القلعة حصينة جداً، لكن ركن الدين خورشاه وهو آخر أمراء الحصن استسلم بدون قتال بعد مذبحة كبيرة وإحراق كل القلاع والمكاتب الإسماعيلية. على أمل أن يرحمهم هولاكو وهو مالم يفعله، فقد دمرها بالكامل و قتل كل من كان فيها .
المصدر :
١- الحشاشون في تاريخ الإسلام/ برنارد لويس
٢- الإسماعيليون في العصر الوسيط /فرهاد دفترى