ورث من والدة كيف يلبس الباطل ثوب الحق ،يقنع الناس به بالقوة الغاشمة والتهديد ،نزح مع صديق له الي الاسماعيلية في العشرينات من عمره من ضيق العيش والقحط من إحدي قري وسط الصعيد، لم تدم صداقتهما ، الطمع الموروث فيهما من ابويهما جعلهما يفترقان، نزح للقاهره عمل في المعمار، لم يفلح لانحصار ه مايجنيه على أجره محدد نظير عمل محدد، وهو الذي تربي علي التعدي على حقوق الآخرين، الطمع ، أخذ أكثر من حقوقه، عمل بأسلوبه الماميز المحترف في احتكار السلع التجارية، تحصل على ملايين ،تزوج من ابنة كبير عائلة في قرية بجوار قريتهم، امرأة ذات كبرياء، غروى ابنه الوحيد خرج للحياة منعما ،مدللا، عقله خليط من أمه وأبوه متفوقا عليهم في الكراهية ،الطمع ، الشر ،ترسخت لديه عقيدة حيازة المال ما أمكن،وبأية وسيلة لايهم ،ثم يستمتع بإذلال الناس ، معتبرا هذا حقه لأنهم يتربحون من تجارته وتعاملهم معا، لم يستطيع والده أن يراجعه ،يهذب قليلا من جموحه ،فشل فلقد أخذ عنه الطمع ، وعن أمه الكبرياء والغرور، لم يحترم قراراته التجارية،مهددا إياه بالرحيل بعيدا عنهم حيث لايعلمون مكانه، يئس والده منه لتحالفه وأمه ،لينعزل معتكفا في غرفة بالمنزل الكبير ،لايقابل أحدا ،معارف، أو تجار
خيمت ظلال من الكآبة على البيت الكبير ،نفر منهم أهل القرية ،اعتزلوهم ، استرجع والده كل حياته كيف وصل إلى هذا الغناء الفاحش، وقد أصابته أمراض لا علاج لها ، مصيبته في هذا الابن الغبي الذي لا يريد حتي الفهم أو الاستماع أو النصيحة أو اي شئ إلا عقله فقط ،تحامل على نفسه ،ممسكا بملابسه جمعها في صرة في يحملها في يده،حمل في محفظته كومة من النقود لايعرف عددها ،كان قد خبأها عن ابنه وزوجته ،تسلل متجها لمحطة القطار ،جلس منتظرا وصول القطار على الكافيتريا الملحقة بالمحطة ،متأملا حياته طلب كوب من الشاي بدون سكر كحياته كلها ،لم يشربه ،ارتفع صوت القهوجي… الراجل مات .