المرأة المعاصرة تؤمن بما لها من حقوق و تكفر بما عليها من واجبات، فالرجال عندها صنفان: قوي ينكح و ضعيف يكدح، فالاول حصل على المغنم بينما الثاني بقي له المغرم، فشتان بين المتصف بالأناقة و من له طبع الناقة.
فحينما تكون الفتاة في عصرها الذهبي المتراوح بين الثامنة عشر و الخامسة و العشرين، فإنها تقفز من الرجل الناجح إلى الأنجح منه، مانحة لهم الجنس مجانا هنيئا مريئا، و لسان حالها يقول: هيت لك.. ما أجملك، منتظرة فارسا منهم أن يترجل عن فرسه ليطلب يدها، و هذا ما لا يحصل إلا في الأفلام طبعا.
و في ذات الوقت يكون لسان حالها مع الفاشل “معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذن لظالمون”، و رغم علاقتها بالناجح إلا أنها تترك دوما شعرة معاوية مع الفاشل الذي تصنفه من فئة البدلاء و تضعه في دكة الاحتياط، و لا تنفض عنه الغبار إلا إذا يئست من الناجح كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
و تجدر الاشارة إلى أن الأنثى أنضج من الذكر بما لا يقاس، إذ أنها تكبره دائما بعشر سنوات على الأقل، فذكر في الثلاثين مثلا يكافئ و يناظر عقليا أنثى في العشرين، إذ ليس صحيحا أبدا ما يشاع من أن الأنثى ضعيفة عقل.
أو إذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فالأنثى تستخدم عقلها فقط حينما تريد الحصول على المكاسب من الرجل، بينما يدخل عقلها في حالة كمون أو سبات شتوي عميق حينما يتعلق الأمر بالحصول على المكاسب مباشرة من الحياة.
فبينما يلعب الذكر في طفولته و يلهو و يبني جسده، تظل البنت ملتصقة بأمها التي تصطحبها معها إلى المجالس النسائية المغلقة حيث تسمع تجارب النساء و خبراتهن في الزواج و الطلاق و العلاقات و أساليب السيطرة على الذكر و تطويعه و امتصاص موارده، فتبني من كل ذلك حيلها و مكرها.
و الرجل المغفل يدخل إلى مؤسسة الزواج مستعدا لها بوصفات زيادة الطول و الحجم و المدة من زنجبيل و قرنفل و فواكه جافة، و متعلما لجميع وضعيات الممارسة التي شاهدها في الأفلام الإباحية.
أما الأنثى في الجانب الآخر فتستعد و تتجهز للزواج بدراسة جميع فصول و مواد و مساطر قانون الأسرة لتكون كالمنشار، فتأكل الأخضر و هي صاعدة ثم تأكل اليابس و هي نازلة.