ينتظر المصريون بشغف ممزوج بمشاعر الأمل والتفاؤل تشكيل الحكومة الجديدة الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤكدا أن يكون الوزراء الجدد متمتعين بالكفاءة والخبرة والقدرة على الالتحام بالجماهير.
ودعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونقول إن الحكومة الحالية أو بالأحرى السابقة قد تعرضت لمطبات عديدة استطاعت مواجهة آثارها وتداعياتها في حدود الإمكانات المتاحة.
من هنا.. فلعلها فرصة جيدة لكي تكون الحكومة الجديدة شديدة الالتحام بالجماهير وزيادة دعائم تضامن المجتمع وتكاتف أبنائه وترسيخ مبادئ الغيرية الاجتماعية وهي المبادئ التي نشأ عليها المجتمع المصري منذ البداية وكل ذلك يتطلب التأكيد على كل وزير جديد أن يكون فاهما وواعيا ومسلحا بالوعي الذي أخذت دوائره تتوسع يوما بعد يوم والذي يسعى الرئيس السيسي جاهدا لكي يكون وعي المصريين سبيلا وأساسا وهدفا لأمة متكاملة الأركان ومتعددة المزايا والمواصفات.
وغني عن البيان أن د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المكلف يقع على عاتقه ضمن ما يقع مواجهة هذه الموجة من ارتفاع الأسعار مواجهة صريحة وشاملة .. أي الابتعاد عن سياسة سطر نعم وسطر لا.
وأحسب أن الرئيس السيسي قد تناول ظاهرة ارتفاع الأسعار أثناء إعادة تكليفه د.مصطفى مدبولي برئاسة الحكومة وبالتالي يصيب من يأخذ بطرف الخيط بعمق وإدراك واسع .
***
وأخيرا.. نصيحة مخلصة للدكتور مدبولي أن يبتعد عن كل من خاض التجربة من قبل بصرف النظر عن كفاءته وقدراته حيث إن “الجديد” هو الذي يركز جل همه على الإبداع والابتكار عكس “القديم” الذي ربما يكون قد حصر نفسه داخل إطار ضيق لا يستطيع الخروج منه وحتى لو استطاع فإنه يظل دائما أسير أمجاد لم يعد هذا زمانها أو مكانها.
ثم..ثم.. ضرورة الابتعاد عن عنصر المجاملة في الاختيار وإن هذا النوع من السلوك البشري لم يعد يتمشى مع طبيعة العصر ولا مع مكانة مصر الجديدة.. وتطلعات شعبها والتناغم بين جميع فئات المجتمع.
***
على الجانب المقابل .. فبالرغم من انشغال المصريين بإعادة تجديد جزء من بيتهم الأصيل والمتين فإن عيونهم وعيون قائدهم لم تغفل عن إخوانهم الفلسطينيين وما يعانونه من عذاب وألم على يد سفاح القرن بنيامين نتنياهو وإصرارهم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لهم خصوصا في ظل صلف وهوس عدو غادر خاصم كل القيم والمعاني دون أن يكف لحظة واحدة عن قصف وضرب أبرياء غزة ورفح وللأسف بلغ عدد ضحاياه 71 شهيدا وما يقرب من مائتي مصاب وجريح خلال الـ24 ساعة الماضية حسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية.
يجري ذلك بينما يقف سامح شكري وزير الخارجية ليعلن في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية قبرص أنه ما من سبيل سوى اتفاق المصالحة التي اضطرت الولايات المتحدة ذاتها إلى ضرورة تطبيقه حتى وصل بها الأمر إلى عرض مشروع الاتفاق على مجلس الأمن رغم أنف الإسرائيليين .
***
في النهاية تبقى كلمة:
فارق كبير بين شعب يتمتع بحضارة قديمة قدم الزمن وآخرين جاءوا وسيذهبون وهم ليسوا سوى أفراد عصابة إرهابية لابد وأن يأتي الوقت عليهم ليعودوا كما جاءوا مشردين مطاردين.
***
و..و..شكرا