عندما تنتهج المراكز البحثية والأذرع الإعلامية سياسة الاستهداف المخطط والمقصود الذي يقوم على بطلان في القول وجملة من الادعاءات المكذوبة ومزيد من الافتراءات وكثير من البهتان تجاه من ينطق بالحقيقة التي أضحى يراها ويشاهدها العالم بأسره بشكل مباشر، وصوب من يدافع عن قضية تشكل وجدان كل عربي ومصري، وحيال من يدعم قضية منصفة تُعد أم القضايا؛ فإن ما يصدر من تقارير عبر تلك الوسائل ومراكز البحوث باتت لا قيمة ولا معني لها، وصارت المهنية في مهب الريح.
إن دعم قضايا حقوق الإنسان وفي القلب شعب فلسطين المكلوم صار واجبًا قوميًا يقع على كل حر في هذا العالم الذي يتغافل عن واجبه ويخدر ضميره ويحاول الانشغال والاشغال عما يحدث من مهالك ومجازر ومحارق لحقت بالأطفال والنساء وكبار السن والعجائز مما حول لهم ولا قوة؛ لكن تزداد المرارة عندما نجد هناك من يمارس إجراءات غير أخلاقية وغير مقبولة ولا تتناسب مع أصول المهنية وقيمها، بل وتنافي صحيح القيم الإنسانية، ويأتي في مقدمة ذلك المحاولات المتكررة لحجب الحقائق بواسطة التشويش أو تشويه واجتزاز الحقيقة لتخرج من مغزاها ويتلف مضمونها؛ بالإضافة إلى التهديد في صورته المعنوية والمادية.
والإعلام الحر الذي يوصف بالمهنية يقوم على تمسكه وحرصه ودأبه في عرض الحقائق والأحداث دون تحريف أو تزييف أو إطلاق تصريحات كاذبة أو بهتان في القول ليجتر هدفًا مقيتًا يتمثل في مناصرة الباطل على حق مبين، وفي هذا الإطار نثمن للدولة المصرية وإعلامها المهني الموقف الراسخ والنبيل تجاه القضية الفلسطينية وتناول الأحداث الجارية بمنتهى المهنية؛ حيث عرض الحقائق وتقديم كافة أنواع الدعم المشروع للفلسطينيين من مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات إعاشة في ظل ظروف عصيبة جراء حرب قضت على الأخضر واليابس ونالت لهيبها الجميع وجعلت القطاع بأكمله غير آمن وغير صالح لبقاء إنسان أو كائن حي.
ونؤكد أن الشعب المصري وقيادته ومؤسساته الوطنية وإعلامه الشريف على قلب رجل واحد وموقف صامد وتعبير مبين تجاه القضية؛ ولن نقبل مزاعم تهديد أو ترهيب لمن يمارس حرية التعبير برأي يقوم على شواهد وأدلة لا مراء فيها أو حولها، ومن ثم فالحماية مكفولة بقوة القانون ودعم الشعوب لجميع الإعلاميين والصحفيين في الدولة المصرية التي تتعالى فيها أصوات الحق المؤكدة على العدالة والإنصاف والمدافعة عن الحقوق والحريات.
ونشير إلى أن الإعلام المصري سيظل حجرة الزاوية في عرض الحقائق وتناول القضايا محليًا وإقليميًا وعالميًا، وأنه حجر عثرة ضد الإعلام الكاذب الفاقد للمهنية بكل معانيها، والذي يستميت لقلب الحقائق وتلفيق التهم وإلقاء الافتراءات سواءً على دول، أو أجهزة، أو مؤسسات، أو أفراد؛ فتلك شيم لا ينبغي أن تمارسها وسائل الإعلام والمراكز البحثية التي تقدم تقارير من المفترض أنها تقوم على منهجية علمية تتحرى المصداقية التي تعد من أسس ومعايير ماهية البحث؛ لكن الواقع أثبت أن الغاية لديهم تبرر الوسيلة.
وما نستنتجه من تلكما الأحداث المؤسفة التي ظهرت فيها صور الكذب والتزييف والبهتان والممارسات المذمومة من تهديد وترهيب إنما يدل على أن إعلامنا المصري بتنوعاته المختلفة له تأثير خاص على العالم كله، وأن شعوب العالم أصبحت على يقين بأن موقف مصر وشعبها وقيادتها السياسية الرشيدة وإعلامها المناضل ثابت وصادق ولم ولن يتغير قيد أنملة، بل إنه استطاع أن يفضح شتى الادعاءات والافتراءات التي زعمتها إسرائيل وما يعاونها من إعلام غربي وأمريكي فاقد المهنية.
ما كنا ولا شعوب العالم قاطبة يصدق بأن وكالات أنباء وصحف عالمية ومراكز بحثية دولية تنتهج الأكاذيب وتعرض البهتان بأسلوب رخيص يشين رسالة الإعلام ويدحر مصداقية الكلمة ويسعى لتضليل الرأي العام العالمي؛ لكن يبدو أن الهيمنة والبلطجة أصبحت شعار المرحلة الراهنة.
إن سقوط الإعلام الغربي وفي القلب الإسرائيلي والأمريكي في تلك الفترة حالكة الظلام يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك دور إعلامنا المصري العربي الرائد في كشف الحقائق، كما يؤكد أننا جميعًا داعمون لإعلامنا الحر ورسالته السامية إلى أن يغلب الحق الباطل وتعلو العدالة وينهزم الظلم أهله.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة – جامعة الأزهر