دخلت الممثلة استراحة المسرح مكفهرة الوجه ،حزينة ،نعم في كامل أناقتها وزينتها لحضور بروفة العرض الذي تقوم ببطولته ،ألقت بالسلام رد عليها المؤلف الذي كان بمفرده في الاستراحة سوى المؤلف ،ماذا بك ؟!!أحس أنك لست على مايرام ،هل ضايقك أحد ؟،تنهدت طويلا في أسى ،موقف سخيف،هم ثقيل على قلبي،لكأنني كنت مغيبة أو أعاني غيبوبة،صفعت على خدي من ولدي الوحيد الطالب بالثانوي،مالك ياحبيبي ،تتعلل يوميا بتعبك،كثر تغيبك عن المدرسة ،مزاجك ليس على مايرام ،خذ تلك النقود واذهب لتتنزه مع أصحابك ،هل ينقصك شيء،بعد شهقة عميقة تبعتها زفرة ضجر ،يا أمي لا أستطيع أن أذهب للمدرسة،لم يعد لي أصحاب ،الطلاب يتندرون علي،أصبحت مادتهم السائغة للسخرية ،لماذا ؟،أنت أحسن منهم جميعا،يا أمي لا أستطيع أن أواجههم أو النظر في أعينهم ،أصبحت قلقا ،شكاكا،كلما همس إحدهم للأخر ،أو نظر في هاتفه المحمول منفردا ،أو بمشاركة البعض لمشاهدة أي فيديو،هم أحرار ،ماذا يضيرك في هذا؟،يا أمي يعايرونني بمشاهدك العارية في الأفلام ،بأدوار الإغراء التي تؤدينها ،بضحكاتك،بإفيهاتك،ماذا؟،هذا تمثيل ،هذا فن،هذا عملي ،أنا أشرف من أمهاتهن جميعا ، أرجوك ،أرجوك هؤلاء طلاب في سن المراهقة ،يتندرون عليك ،يلوكون سيرتك بألسنة حداد ،عجزت عن مواجهتهم ،عن الدفاع عنك ،لقد كرهت المدرسة ،لن أذهب إليها ثانية ،كفى ،لم أعد أتحمل، باكيا صارخا متوسلا ارحميني ، لم يفهم ولم يقدر أنني مضطرة للعمل ،ولقبول مايعرض علي من أدوار كي أجعله يعيش سعيدا لاينقصه شيء،وهاهي النتيجة ، أرى عملي حسرات على ولدي ، ثم قامت مودعة إياه على عجل دون أن تمنحه فرصة للرد أو التخفيف عنها ، من فضلك بلغ المخرج أعتذاري عن البروفة اليوم،سأقرأ النص وأدقق في الاختيار قبولي أو رفضي،ولكن يا إلهي ماذا سأفعل في سابقة أعمالي المسجلة صوتا وصورة ،والتي تتداولها الفضائيات ،والهواتف المحمولة ،لا أستطيع محوها ،باكية آه ماهذا الموقف الذي وضعت نفسي فيه أمام ابني،لست بائعة هوى ،أو فتاة ليل ،أنا فنانة،وداعا يا أستاذ أحس رأسي توشك على الانفجار.