إن خيانة الزوجة .. هي جريمة بكل المقاييس خاصة في الوطن العربى الذي تحكمه معايير وقيم دينية .. إلا أن هذا لايمنع من وجود خيانات لضعف النفس البشرية أو لأي أسباب أخرى قد تكون أن الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة مما يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان.
ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أى شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها. كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسيا تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا. وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن.
وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادى لشراء ما يعجز عنه زوجها من هدايا فتبدأ في الانحراف. وفى أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما في الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج.
الزوج الخائن غير جدير بالاحترام مهما حاول أن يبدي ندمه:
معظم حالات الطلاق التي تنجم عن الخيانة الزوجية أو الخلافات تتضمن مشاعر مريرة وإحساسا بالعزلة وخيبة الأمل ولذلك لا عجب أن يطلق بعض المفكرين على الطلاق بأنه «حالة جنون» أيا كانت الآلام ، المؤسف أن في كل عملية طلاق يصور احد الطرفين الآخر على انه مصدر المشاكل والخلافات سواء كان ذلك حقيقيا أم مجرد زعم‚ احيانا يكون ذلك حقيقيا‚
لكن في اغلب الحالات فإن مرحلة الطلاق أن طالت هي التي تبعث كل الشرور في النفس وتترك لدى الرجل والمرأة كل أصناف المرارة ، يرى المشتغلون ببحوث الزواج أن كل مشكلات الزوجين أو معظمها يمكن أن تجد لها حلا بشكل أو بآخر‚‚ طال عمر المشكلة أم قصر‚‚ إلا مشكلة أزلية واحدة لا يمكن أن تعرف طريقها الى الحل حتى لو كان الوسيط في حلها هو القاضي‚‚ تلك مشكلة «الخيانة الزوجية» بكل أبعادها الاجتماعية‚‚ المرأة وكرامتها‚‚ كيانها وكبرياؤها‚‚ وجودها وفناؤها‚‚ الإحساس بالغدر‚‚ الإحساس بعمق الجرح وآلامه يعطي للمرأة الحق في الثورة على كرامتها مهما كان الثمن؟
صرخة تخرج من أعماق المرأة عندما تشعر بخيانة زوجها لها‚ باهتزاز عرشها ومملكتها وتعلن : زلزال ‚‚ كارثة ‚‚ اكتشفت أن زوجي يخونني مع امرأة أخرى‚ أن اكتشفت فجأة هذه الحقيقة المرة‚‚ ماذا تفعلين؟ هل تشعلين الحرب عليه أم تضعين أعصابك في ثلاجة؟ أهل الخبرة في الزواج حاولوا الإجابة عن أسئلة الخيانة التي تتعرض لها المرأة‚ هل تصارح الزوجات الأزواج بشكوكهن ‚‚ هل يطلبن الطلاق فورا اذا تأكدت مخاوفهن‚ ماذا يفعلن اذا كان هناك أولاد؟ الواضح أن الزوجة يمكن أن تعيش مع زوجها الخائن‚
ولكن الزوج لا يستطيع الحياة مع زوجة خائنة أبدا‚هذه طبائع الأمور‚ أو طبائع الجنسين المختلفة والمتباعدة تماما‚الزوجة تستطيع أن تسامح‚ لأن طبيعتها تسمح بذلك‚ أما الرجل فلا يستطيع أن يتسامح أبدا في أمور الخيانة!
هذا السؤال طرح على فتاة حديثة العهد بالزواج‚ قالت: الزوجة التي تستطيع أن تقبل خيانة زوجها‚ وتوافق على البقاء معه‚ والنظر في وجهه وقبول كلمات غرامه بعدما وثقت من خيانته هي الزوجة المثالية!! والتي لا تتكدر كثيرا ربما تتحمل بعض الزوجات خيانة زوجها وصعلكته من اجل الأولاد‚ ولكن كثيرات من الزوجات هن اللاتي يرين ضرورة الانفصال وأن الحياة الزوجية مع زوج خائن صعبة‚ خاصة إذا كانت خيانته علنية‚
زوجات حائرات :
قصص وحكايات ترويها الزوجات‚ بعد أن مررن بالتجربة‚ وعانين ويلاتها من بدايتها وحتى نهايتها في البداية تقول إحدى السيدات: النصيحة التي أقولها للزوجات بناء على تجربتي هي أن المرأة العاقلة يجب أن تتجاهل الامر تماما‚ حتى لا يتمادى الرجل‚ مادام الزوج يتصور أن زوجته لا تعرف انه يخونها‚ فإنه يحاول أن يداري ‚ حتى يحافظ على مشاعرها ويقوم بواجباته نحو بيته وزوجته‚ ولكن إذا أدرك الزوج أن زوجته تعرف أنه يخونها‚
فقد يستمر في خيانته وبشكل أكثر ‚ لأنه لا يجد مبررا لكي يخفي خيانته عن زوجته‚ أما إذا تظاهرت الزوجة بجهلها بالأمر‚ في الوقت نفسه الذي تحاول فيه إرضاء زوجها‚ وإعطاءه المزيد من الحب والحنان‚ فأنها بالتأكيد‚ ستنجح في استعادته مرة أخرى‚ لأنه سيشعر بالقرف من الخيانة الزوجية لهذه المرأة التي تبذل كل جهدها لاستعادته إليها
يركز الباحثون حاليا بصورة أكبر على مدى انتشار الخيانة الزوجية. فقد أشارت دراسات جديدة ومتعددة إلى أن معظم الأشخاص لا يقدمون على الخيانة الزوجية إما
بسبب أنهم لا يستطيعون تحمل التفكير في هذا الأمر أو بسبب إدراكهم للألم الذي قد تسببه خسارة علاقة مهمة في حياتهم.
ومع ذلك كشفت دراسات أن أكثر من واحد بين كل خمسة أمريكيين سواء كانوا إناثا أم ذكورا أقام أو أقامت علاقة حب مرة واحدة على الأقل خارج نطاق الزوجية. ووجدت الدراسات أيضا أن الأمريكيات شأنهن في ذلك شأن الرجال.
أظهر بحث جديد في الولايات المتحدة أن السنوات القليلة الأولى من الزواج تعتبر بوضوح خطوطا حمراء. فقد كشف بحث أجراه علماء اجتماع في نيويورك عام2000 نمطين من توقيت العلاقات المحرمة خارج الزوجية.
ووفقا لدراسة شملت 3432 بالغا من الأمريكيين والأمريكيات، فإن احتمال ضلال امرأة متزوجة تكون في أوجها في السنوات الخمس الأولى من الزواج وتأخذ في الانخفاض تدريجيا. أما بالنسبة للرجال فإن هناك مرحلتين خطرتين جدا حيث أن الأولى في السنوات الخمس الأولى من الزواج
والأخرى بعد عشرين عاما.
قالت جويل بلوك عالمة نفس في نيويورك، “أن أحد أسباب بدء علاقة وخاصة بالنسبة للأزواج صغار السن هو التمرد على القسم الذي آخذوه على عاتقهم بعدم الإقدام على إقامة علاقة حب مع شخص آخر”.
وحتى حين يقبل الناس التضحية والقسم دون تحفظ فإن الوعود قد تقدم شعورا زائفا بالأمان. أن الالتزام صارم ولكن الخيال يمكن أن يكمن خلفه. ففي إحدى الدراسات الجديدة استعرض علماء النفس في جامعة فيرمونت 180 زوجا. قال 98% من الذكور و 80% من الإناث إنهم تخيلوا إقامة علاقات جنسية خارج نطاق الزوجية مرتين على الأقل في الشهرين الذين سبقا الدراسة.
وكلما مر وقت أكثر على الزواج، كلما أفاد الأزواج الذين استطلعت آراؤهم بزيادة تخيلاتهم العاطفية. ولكن هذه التخيلات موجودة أيضا لدى الصغار من المتزوجين الذين يفترض دائما بأن يكونوا محصنين.
ويقول الباحثون أن كل واحد تقريبا يفكر في ذلك على الأقل في مخيلته وفي العادة لا يتحدث الأشخاص حول ذلك، وخاصة إذا كان الواحد قريبا منهم. ويعيش بعض الأزواج في هذه التناقضات ويفهمون أنها دراما داخلية لا تنذر بأي حال من الأحوال بعلاقة حب حقيقية أو تعكس أية حاجة للخيانة. ومع ذلك فإن أزواجا مضت سنوات طويلة على زواجهم يدركون جيدا هذه الحياة المزدوجة ويمزحون مع أنفسهم بشأن عدم قدرتهم على التخلص من التوتر .
دكتور القانون العام والاقتصاد الدولي
ومدير مركز المصريين للدراسات بمصر ومحكم دولي معتمد بمركز جنيف للتحكيم الدولي التجاري
وعضو ومحاضر بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا