**كان يمكن أن تكون مباراة الأهلي وفاركو من أفضل مباريات الدوري هذا الموسم رغم لهيب الطقس الذي امتد إلى برج العرب بالاسكندرية وحمله معه أتوبيس النادي ضمن معدات اللاعبين وكذلك الفانلة السوداء الاحتياطية التي يعرف- بداهة- أنها تخزن السخونة ولا تصلح للعب في هذه الأجواء..ناهيك عن تحالف الرطوبة مع الطقس الحار وتأثير ذلك – دون شك – على الجماهير التي تتواجد هذه الأيام مع إجازة العيد الكبير على شواطىء مصر المحروسة وفي مقدمتها الاسكندرية بالطبع ..
**ولكن يبدو أن غياب العديد من اللاعبين وأخرهم أكرم توفيق قد أثر على الحضور الجماهيري إلى حد كبير..وزد إلى ذلك الدرس شديد اللهجة الذي وجهه الخواجة كولر للاعبيه ومفاده أن القدر قد بعث للأهلي ببطولة جديدة لا تقل في الأهمية عما فات ونعني بها اقتناص درع الدوري هذا العام ..
**ليس فقط بعد سلسلة من الغيابات والتأجيلات ولكن لأن المتصدر – هذه المرة- بيراميدز لم يفقد أثناء المشوار إلا ١٣ نقطة فقط من الرصيد ..في حين أن الأهلي الذي لعب ١٥ مباراة قد فقد ١٢ نقطة بالتمام والكمال ..مما يعني أنه أولا على المارد الأحمر -ومهما كان لون الفانلة التي يرتديها – أن يستحضر روح الفانلة الحمراء في كل لقاء ..ابتداءا من فاركو اليوم ثم الاتحاد السكندري الثلاثاء ثم الزمالك وهكذا دواليك..يعتبرها مباريات كئوس لا يجوز التفريط في نقطة منها ..
**ولعل هذا الفهم -في تقديري- وراء قرار كولر بالتغيير المبكر مع بداية الشوط الثاني بخروج رضا سليم وكوكا ونزول أليو ديانج ومعه أحمد عبد القادر..بعد أن استشعر كولر الخطر من جانب فاركو مسجلا هدف التعادل بعد ٥ دقائق فقط من هدف عاشور الأول ..الأمر الثاني أنه ربما يتقابل الأهلي مع بيراميدز ويكون لقاؤهما هما الحاسم للبطولة بحيث يتوقع أن يسبق بيراميدز الأهلي بنقطة ولابد من فوز الاهلي لانتزاع الدرع والأمر الثالث وهو مؤكد أن بيراميدز بالفعل قد صدر لنا القلق والتوجس وعلامات الاستفهام بإجبار اللاعبين والجماهير وكل مشجعي القبيلة الحمراء بتتبع مباريات بيراميدز القادمة ..منتظرين هدايا السماء.لتصبح مؤقتا من الآمال.
**من هنا نستطيع القول أننا بدانا المرحلة الصعبة التي يتوجب علينا ألا ننظر إلى نتائج الآخرين وكل ما نركز عليه استخدام الخطط الطارئة والابتكارات المفاجئة من قبل كولر وجهازه الفني عندما يخوض هذه المباريات سواء في التشكيل أو التدوير أو خطة اللعب وأن يستمع فقط لنصيحة مدرب الأحمال فهو وحده من يحدد من يدخل من اللاعبين في سباق التدوير ..على أن يكون مستعدا ليفاجىء المتافس بالتغيير في الوقت المناسب :أولا ليدفع بروح جديدة وحماس مطلوب للاعبي الأهليوفي نفس الوقت يفشل خطط المدرب المنافس الذي يطمع -وهذا من حقه- في نقاط المباراة..سواء لتحسين مركزه او الهروب من الهبوط وكلتا الحالتين ملاحظ وموجود..
**ومن هنا نحمد الله كثيرا أن هدى الله رجال الفار واحتسب الغندور -صديق الأهلي اللدود- ضربة الجزاء الحسنة الوحيدة لموديست ثم أن تاه بعدها كثيرا واستفز كولر المدافع عنه ليدفع به هذه المرة إلى دكة الاحتياط وان كان البديل كهربا للأسف لم يقدم الحل المطلوب..
**لذلك نحمد الله على الهدفين..الأول عن ضربة جزاء مستحقة كان يمكن أن تضيع وسجلها عاشور في غياب المتخصص معلول .
والهدف الثاني لعاشور أيضا الذي سجله بعد دقائق من هدف فاركو الرائع الذي خدع الشناوي وجاء هدف عاشور من تسديدة متقنة نفتقدها كثيرا..
**بعدها تدارك كولر الأمر وغير التغيير الأول كما نعلم..وعلى كل حال كانت المباراة في مجملها متوسطة ..الشوط الاول أفضل من الثاني ويحسب لشباب فاركو أنهم حاولوا تنظيم الهجمات المتردة والتسديد ولم يعترفوا بالفوارق الفنية بين الفريقين ..
**كما نسجل بالتقدير اختيار إمام عاشور رجل المباراة بجدارة واستحقاق ليرد بقوة على المشككين في أدائه مع المنتخب الوطني قبل أيام..
**ماراثون التعويض انطلق وجاءت مباراة فاركو بمثابة الدرس المفيد ولكن مازال الأمر يحتاج إلى تبادل وجهات النظر وتوظيف أفضل للاعبين وشحذ قوة الأهلي الضاربة لإبراز عنصري الموهبة والاجتهاد معا ولا مكان للبطيئين أو الذين يصابوا بالرعب والخرس أمام مرمى المنافس.
صالح إبراهيم