**ستظل المباراة رقم ١٢٩ من لقاءات الأهلي -سيد افريقيا- والإتحاد السكندري -سيد الثغر- غريبة في وقائعها وأحداثها والدروس المستنبطة منها بكل المقاييس !!
**فقد أقيمت المبارة على استاد برج العرب ،في تاريخ لا يبعد كثيرا عن لقائهما الماضي (شهر تقريبا) والذي قدم فيه شباب الأهلي عرضا رائعا -أداءا ونتيجة- أثمر عن ثلاثية في الشوط الأول وسجلوا هدفا في الشوط الثاني ليسكتوا قوة الاتحاد الضاربة وفي مقدمتها الخطير أبولولو الذي غاب اليوم للإنذار الثالث ..
**توقعنا نحن -مشجعو الأهلي- أن هذا الغياب سيجعل الفريق الأحمر ينصب سيركا للأهداف والأداء ..طال انتظاره..خاصة وانه بدا واضحا على البساط الأخضر أن المدير الفني للاتحاد في ورطة حقيقية لغياب أبولولو وأنه يريدها تعادلا يحفظ ماء الوجه وحجته جاهزة أيضا في نتائج لا تليق باسم سيد البلد -ولا تاريخه- حدثت في مباريات الأخضر الأخيرة بين خسارة وتعادل ومعها- على ما اعتقد- فوز وحيد.
**ويبدو أن ضعف المنافس يسبب للاعبي الأهلي استهتارا وتراخيا وعدم تركيز ..ظهر جليا في تسجيل الهدف صفر طوال الشوط الأول رغم استحواذ للأهلي بنسبة ٧٢% مقابل ٢٨% للاتحاد..
**صحيح أن اللاعبين تباروا في التسديد لكنهم تنافسوا أيضا في ضياع الفرص وعدم تسجيل الاهداف التي كان من الممكن أن تتحقق بعدد قياسي يدخل المباراة ١٢٩ صفحات التاريخ !
**وعندما تنبه لاعبو الأهلي للكارثة القادمة وكيف أنهم مهددون بالتعادل وربما بخسارة المباراة ذاتها بهدف لناشئي الاتحاد الذين خلعوا عن أنفسهم رهبة اللقاء مع الأهلي العريق وهذا وحده كفيل أن يثير أزمة أكبر تتعلق -في تقدير الكثير من الخبراء- مع مثل هذا التعادل- ولا سمح الله الخسارة -فإن موقف بيراميدز المنافس سيكون أفضل ويجعل فرصه أكثر في حصاد درع الدوري الذي يعشقه الأهلاوية -لاعبين وجماهير ومسئولين- ولذلك عندما بدأوا التحرك ظهرت هواجس مباراة الزمالك والمصري أمس وما جرى فيها من أحداث تمس التحكيم وخلاف حول اختصاصات الفار والتزامات الحكام فبادر الحكم طارق
مجدي بتلبية رغبة لاعبي الاتحاد بعد أن سجل أكرم توفيق -رجل المباراة- هدفا معقولا اعترض عليه لاعبو الاتحاد بحجة أنه سبقه فاول ضد لاعب من الدفاع وعندما عرضت اللعبة وجدها الجميع لعبة عادية قد تمر ٩٩ % بلا حساب لكن الفار طلب احتسابها وشاهدها الحكم ليبادر بإلغاء الهدف الذي كان من الممكن ألا ينجح الاهلي في تعويضه في ظل هذا المناخ الغريب ..
**المهم أرادت السماء خيرا بجماهير الأهلي المخلصة وألا تصاب بأي حزن او ألم في العيد المبارك فجاء كهربا ليسجل- بعد دقائق قليلة-هدفا جميلا لم يعترض عليه أحد – الحمد لله- وبدأ الفولت العالي في السخونة معلنا فينا يبدو أنه بحاجة لتخفيف الأحمال ليفاجئنا كولر بالعودة لعادته القديمة (جزاء سنمار) ليكافىء كهربا بتغييره ونزول موديست الذي يراه الكثيرون (مهما سجل من أهداف) لا يصلح لاعبا للاهلي وسط هذه النخبة وحان الوقت لنتنهي إجازته المفتوحة بمصر ويعود بسلام إلى وطنه فرنسا ..حاملا الذكريات الطيبة من المباريات التي شارك فيها او سمع عنها.
**ونشير إلى نقطة -ذكرنا فيها كولر بذكاء أولاد البلد- عندما أتاح الفرصة لمجدي أفشة ليلعب محل إمام الموهوبين الذي شبع ضربا من شباب الإتحاد الذين كان في إمكانهم أن يتعلموا من فنه الكثير..
**ويأتي نزول أفشة -في تقديري وربنا يشاركني كثيرون- ليضع كولر نهاية لزوبعة التصريحات التي أثارها أفشة رافضا ان تكون ” القاضية ممكن” أبرز إنجازاته مع القلعة الحمراء لأنه في الواقع لم يقدم في أرض الملعب ما يثبت أن عضلاته تجاوزت مرحلة التسخين.
**الحمد لله جمعنا حتى الآن ٩ نقاط من ٣ مباريات عقب العودة من التتويج الافريقي وأمامنا يوم الجمعة الداخلية وهي ليست بالمباراة السهلة حيث يريد أبناء الداخلية البقاء في الدوري الممتاز وسيلعبون على حكاية الإجهاد وتوالي المباريات وليس لديهم ما يخسرونه وبعدها مباراة الزمالك الشقيق الذي يسعى لمصالحة جماهيره ويكرر الفوز على الأهلي في القمة المرتقبة .
**ولا يفوتني في النهاية تهنئة الأهلي الحبيب بالصعود إلى المركز الثالث في الدوري وإن كانت المسافة مازالت شاسعة بينه وبين بيراميدز المتصدر ولست أدري ماذا تحمل الأقدار غدا؟؟ هل يتعثر بيراميدز أمام بلدية المحلة؟؟ أم يواصل انتصاراته؟؟ ولكن الذي أثق فيه تماما أنه بالنسبة للأهلي لا مناص عن السعي للحصول على النقاط الكاملة في جميع المباريات ووقتها سيكون للدرع مذاق آخر..
صالح إبراهيم