تمر الايام والسنين بحلوها ومرها وذكرياتها التي تكمن اعماق القلوب والعقول تخفي كل معاني الشوق والحنين ….فيأتي علينا العيد بكل الفرحه والسعادة والشكر لله بأننا نعيش الايام المباركة داعين المولي عز وجل أن تعود علينا أعوام وأعوام أخري …..ولكنني أجدني جزء من سعادتي الحالية هو ذكرياتي لما كنت صغيرة ويأتي الحنين والشوق لزمان واعياد زمان وفرحتي مع كل اسرتي وعائلتي بتحضيرات العيد …رغم الإمكانيات البسيطة جدا وقتها ورغم أننا كنا صغيرين إلا أن هناك شيء في الصدور لا تستطيع كل سنوات العمر علي محوه ….علي نسيانه ….لما كنا صغيرين …..كان يوم الوقفه بمثابه العيد نفسه وانت تحضر لبس العيد وتبدأ القصه عندما كنت انزل مع بابا رحمه الله عليه لشراء لبس العيد قبلها باسبوع أو أكثر قبل الزحمه زي ما كان بابا بيقولي ….وكنت وقتها بحكم اني البنت الكبيرة واول العنقود لي مميزات كثيرة وأستطيع إن ادلع علي بابا واطلب كل شيء انا عايزاه مهما كان ….ولحنيه بابا الغير عادية ودلعه كان لا يمر اليوم إلا وطلباتي البسيطة أو الغير بسيطة موجودة ….وكان قبل الوقفه بيومين كتبت ورقه فيها العديد من الحاجات اللي عايزاه بابا يشتريها لي …وبالفعل ..قام بابا بشرائها في نفس اليوم وعندما جاء موعد النزول لشراء لبس العيد …كنا ننزل ووسط البلد ….بالقرب من مكان سكن عائلتي وايضا عمل بابا ….ولأن بابا كان يعشق وسط البلد مثل حالي الان .. فتربطني حالة عشق مع وسط البلد ..وبالفعل قمنا بشراء لبس العيد والشوز والشنطة …ورجعنا للبيت فرحانين جدا نكاد نطير من السعادة …ها جبنا لبس العيد وكان كل يوم طقم …ده طبعا غير بجامه العيد اللي بنلبسها يوم الوقفه ….تأتي الذكريات طواعيه دون أن نستدعيها …نستعد لاستقبال صلاة العيد والاحتفال …ولكننا كنا نحتفل مثل آلاف الأسر المصرية بالصلاة والاضحية ثم الفطار ولكننا لنا خطط مختلفه كاطفال تريد اللهو واللعب والخروج …وكنا ننتظر الفيلم الهندي الساعه ٣ عصرا علي القناة الثانية ومجلس أمامه حتي ينتهي الفيلم ثم يبدأ اللعب والخروج والزيارات ….تمر السنين والعمر ولا نستطيع أن ننسي هذه الفرحه وهذه الطقوس التي ترتبط بشيء خفي في الصدور رغم البساطة الشديدة إلا أننا لا ننسي الفرحه وطعمها علي الشفاه حتي الآن …لماذا ؟ لأننا ببساطة كنا صادقين …لا ترتبط السعادة باشياء مادية إنما هي اشياء معنوية محفورة في الذاكرة …نعيش أجواء العيد ولكننا نفتقد شيء لا نعرف ما هو ولماذا نفتقده حتي ….وحتي نشعر بالسعادة استحضرنا رغم عنا ذكريات الماضي وذكرياتنا في العيد …لمه العائلة …قاعدة الصحاب …..ليلة الوقفه مع الأصدقاء والجيران ونحن نلعب ونحضر لبس العيد الذي يشاركنا تفاصيل اليوم حتي نصلي العيد ونلبس لنلحق بالخروج والنزول للاحتفال وناخد العيدية علشان نركب مراجيح وندخل الحدائق ونلعب حتي نعود الي البيت مفرهدين من اللعب والجري ولكننا كنا نضحك من القلب ….نلعب من القلب ….كنا سعداء لأننا كنا صادقين في كل شيء في أصغر التفاصيل وادقها …..قد تأتي علينا اعياد واعياد وما يظل في القلب دائما لحظات الصدق العابرة نعم العابرة …..تمسكوا بكل شيء صادق وحقيقي …تمسكوا بمن يكون وجوده في حياتكم بابا من الراحه والأمان والطمأنينة …من يحب ويخفق قلبه دون قيد أو شرط …من لا تهون عليه ….من يحارب من أجل الوصول اليك …من يقوي بك رغم ضعفه أمام حبك …من يضيف السعادة علي حياتك ويخلق بين يديك عمرا جديدا ….من يهفو قلبه لعيونك بكل الصدق ….لا ذكريات لأشياء غير صادقه ….الذكريات صادقه حتي لو كانت مؤلمه …لا تتركوا قلوبكم بلا حياة ولا ذكريات .