**بشق الأنفس وبصعوبة بالغة سببها الثقة الزائدة والغرور القاتل وعدم تقدير إمكانيات الخصم ..عبر الأهلي صاحب البطولات -ثالث الدوري مؤقتا- كمين الداخلية أخر الدوري والباحث -منذ سنوات- عن الهروب بمعجزة من الهبوط لدوري المظاليم..
**أحداث غريبة لا يصدقها -حتى من شاهدها- في ستاد السلام الذي يلاحظ الكثيرون أن “وشه مش حلو” على الفانلة الحمراء وورث في ذلك ستاد بتروسبورت الذي ألصق بالأهلي لقب “سىء الحظ” في المباريات التي كانت تقام عليه..
**في تقديري -وربما يتفق معه الكثيرون- أن الملعب الطبيعي للأهلي الذي يجد فيه اللاعبون راحتهم والخلطة السرية للفوز هو ستاد القاهرة العريق الذي سيستضيف الثلاثاء القادم قمة جديدة مع الزمالك الشقيق..يدخلها الزمالك منتعشا بعد فوز اليوم على فاركو بهدفين في مباراة استعاد فيها أبجدية الفن والهندسة وألمح فيها مدربهم إلى أن فريقه ينوي على مفاجأة سارة قد تعرقل مسيرة الأحمر نحو درع الدوري هذا العام.
**فرض لاعبو الداخلية كلمتهم على مسار المباراة المخنوقة بفعل فاعل -إن صح التعبير..مخنوقة التمريرات والمهارات والآهات الجماهيرية و بغرابة شديدة تقاسم الأهلي والبلدية الاستحواذ ٥٠% لكل منهما ..على الرغم من أن الأهلي كان الأكثر انتشارا طوال الشوطين والداخلية الأكثر صلابة في الدفاع وحققوا ذلك بالاحتفاظ بالكرة كثيرا بينما فرط الأهلي في فوز ظنه سهلا -كيف لا ؟ وهو البطل المتعطش للدرع أمام فريق في المؤخرة ،يوشك أن يغادر قطار الممتاز..
**لكنها الكرة يا سادة..لا تعطي من يدير ظهره لها..بل تكافىء المجدين وكما قال الكابتن أسامة عرابي في الاستديو التحليلي -قبل المباراة- أن الأداء الجميل المتميز هو الطريق الطبيعي لتحقيق الفوز المريح وليس شىء آخر ..لذلك وبعد أن انتصر الداخلية في الاجتماع التمهيدي وفرضوا على الأهلي الفانلة الرمادية ..
فإن المباراة حكمها أمران : الأول : ذلك الخيط الرفيع بين الثقة المطلوبة في الأداء والانتشار والتي تترجم إلى جدية في الملعب وتبادل للتمريرات وإحياء لأدوار رأس الحربة وهو ما توقعه الجمهور الذي دفع به كولر للملعب ، وللحق أظهر ملامح ذكاء الخواجة بالنسبة لعودة مصطفى شوبير حارسا للمرمى ليجهز الشناوي لقمة الثلاثاء ثم الدفع بأفشة من أول المباراة بعد أن جربه في المباراة السابقة لبعض الوقت وكان بالفعل عند حسن الظن فأحرز الهدف الأول الجميل للأهلي في الدقيقة ٢٥ بعد فاصل من العك الكروي وكان نتيجة طبيعية لنوبة من التمريرات الرائعة اختتمها أفشة بقذيفة ظن الجمهور أنها ستكون “القاضية” وهذا لم يحدث..إذ نجح لاعبو الداخلية في الحصول على ركلة جزاء صحيحة أحرز منها كريم يحيى هدفا ورفض الاحتفال بالهدف تضامنا مع شهيدتي الأهلي بالقرب من ستاد برج العرب ..وهو نفس السلوك الذي فعله أفشة وإشارته أن الجمهور فوق رأس اللعيبة وأن اللاعبين سيدعمون أسرتي الفتاتين بكل تأكيد.
**الأمر الثاني أن الخواجة وهو الذي يجهز فريقه لمباراة الزمالك -الأكثر أهمية- نسى أن يرفع من الروح المعنوية للتشكيل أمام الداخلية وسقط سهوا محاضرة مفترضة في علم النفس عن كيفية تعامل اللاعبين مع فريق -أقل في المستوى الفني والقيمة التسويقية – لأن الفيصل في جميع الأحوال البساط الأخضر..
**كما أنه لم يخاطبنا كولر للحصول على هدية مناسبة في هذا الإطار وأعني بها حكاية الأرنب والسلحفاة الشهيرة عالميا وتتحدث باختصار عن كيف تسبب غرور الأرنب واعتقاده بأنه الأسرع في التهاون خلال سباق
نافس فيه السلحفاة البطيئة ولكن الأخيرة -بالصبر والتفرغ التام للمهمة وعدم إضاعة الوقت في اللهو – نجحت في تحقيق المعجزة وهو ما بات واضحا مع مرور الشوط الثاني للمباراة بين السرعة والبطء ،لولا التغيير قبل الأخير لكولر بنزول السولية بدلا من رضا سليم وكان عند حسن الظن فسجل الهدف الثاني الرائع في الدقيقة ٨٤ وقبل النهاية أراد موديست أن يخاطب ود الجمهور مجددا بتمريرة هيأها لكهربا لكنه رفض الهدية كما أيضا طمع أحمد عبد القادر لاحقا في هدف شخصي بدلا من تمريرها لموديست صاحب المكان الأفضل .
**إنها حقا مباراة تؤكد للمدربين ضرورة الاستعانة بالأعمال الأدبية والدرامية لبث الثقة واستخراج الأداء الجيد من اللاعبين .
صالح إبراهيم