ليس بخاف على الجميع أن التعليم يمر بمرحلة تدمير عمدا بلا حساب أو عقاب، ومع بدء امتحانات الثانوية العامة التى تعرض فيها طلاب المرحلة لأسوا عملية تدمير، بداية من ضياع الوقت فى التابلت الذى طرحه وزير الفنكوش المدمر الأول للتعليم المصرى، لعنه الله، إضافة لامتحان البابل شيت الذى يخنق الإبداع لدى الطالب، ولايقيس المستويات العلمية، إذ يكتفى بوضع دائرة على الإجابة المطلوبة ربما بالحظ والمصادفة، فالاختيار هنا يعطى الطالب النتيجة النهائية للإجابة، ولا يقيس مستوياته العلمية والثقافية والفكرية، أو مخزونه من المعلومات حول المواد العلمية والأدبية المختلفة، وبالتالى تاهت أهداف التعليم والتربية من الأساس، فالامتحان الحقيقى يجب أن يحتوي ورقة أسئلة وورقة إجابة للكتابة بالطرق التقليدية، وهنا نقيس مستوى الطالب من عرض رأيه في إجابات الأسئلة، شريطة أن تحتوي الإجابة على التعريفات والاستنتاجات والتعليلات العلمية، وإمكاناته فى رسم الخرائط والمثلثات ورسومات المادة العلمية، ونلاحظ أنه فى تعليم اللغة العربية، لا يوجد نصوص أو قراءة والقطعة تأتى حرة، متجاهلة روح الأدب العربى، ويغيب استخدم اللغة ببراعة وإبداع التعبير بأنواعه مما يرفع مستواه الحسى واللغوى، وقياس حصيلته اللغوية، وينطبق ذلك أيضا على اللغة الأجنبية التى أهملت فيها القصة مثل العربية ، كما أن “البابل شيت” لا يتناسب بحال فى مواد وفروع الرياضيات والعلوم، لأن دراستهما تمهد لدخول الكليات العملية، ويتحول الطالب إلى الجمود الفكرى، فإذا استمر هذا الوضع المزرى فى التعليم فهو جريمة بلا احتمال آخر، لأنه ألغى دور المدرسة والتفاعل مع مادة التعليم.. لعل الله يتدخل ويزيح عن صدورنا من يدعون الوطنية والتطوير وهم أصل الجهل والفساد..