بعد إعلان التغيير الوزاري الذي يترقبه الجميع نؤكد للحكومة الجديدة أن ثمة رسائل واضحة من قبل الشعب المصري العظيم الذي لا يقبل إلا العزة والكرامة ولا يرضى سوى أن يعيش طيب النفس يؤدي ما عليه في مقابل أن ينال حقوقه، وأولى تلك الرسائل الواضحة المعني تتمثل في نزول الوزراء الميدان؛ فلا تقارير تجدي ولا ملاحظة عن بعدٍ تفيد؛ فالتواجد في المؤسسات والقطاعات والميادين التي تتبع الوزارات من الأمور التي ننادي بها كي نضمن سريان للعمل في الاتجاه القويم وكي لا نترك للإهمال والتسيب وسلب حقوق المجتمع لقلةٍ تفعل به ما تفعل.
ويعد مكاشفة ومصارحة الشعب من الأمور التي ينبغي تفعيلها؛ فهذا ما أكد عليه الرئيس مرارًا وتكرارًا والفلسفة التي تقوم على ذلك تتمثل في أن معرفة الناس لما يجري بالفعل يدفعهم بكل قوةٍ لأن يساندوا مؤسسات الدولة؛ فالجميع وقت الشدة وفي خضم التحديات على قلب رجلٍ واحدٍ، والجميع بفضل الله يمتلك المواطنة الصالحة والقيم النبيلة من ولاء وانتماء وحب وعشق لتراب هذا الوطن الغالي على الأفئدة، ومن ثم نضمن تكاتف الشعب مع حكومته ومؤازرته لها؛ لكن التجاهل والتعالي وضعف الاهتمام بهذا الشعب سوف يسكب الزيت على النار ويزداد الغضب الشعبي سريعًا في ظل ما نشهده في صعوباتٍ جمةٍ حيال مقومات الحياة وتوفير متطلباتها غير المتناهية.
ورسالة الشعب جلية تجاه ضبط الأسواق من كافة الوزرات والجهات التابعة المعنية بهذا الأمر الذي تفاقم صورة الاستغلال به وأظهرت حالة الجشع والاحتكار التي مارسها قلةٌ يحاولون جني مكاسبٍ مقيتةٍ من مجتمع ووطن آمن يعيشون فيه ويتمتعون بخيراته؛ لكن مراعاة أحوال الناس صارت لا مكانة لها في قلوب هؤلاء وحساباتهم غير السوية؛ لذا أضحى بتر كل المحاولات التي تعبث في قوت الشعب وتتلاعب في مجريات حياتية الأساسية من المهام الرئيسة والسريعة التي ينبغي أن تقوم بها هذه الحكومة.
إن الإنتاجية تُعد شعار المرحلة، ولا حل سواها، وهذه رسالة نؤكد عليها لحكومتنا الجديدة التي يتوجب عليها أن تزيد من الدخل القومي المصري من خلال التنمية الاقتصادية المستدامة والفورية؛ فلا مجال للتراخي أو ما يسمى بالتمهل؛ فالوقت نقطةٌ فارقةٌ في المسار؛ فالشعب لا يطيق صبرًا لانتظار خططٍ نتلمس نتائجها في سنواتٍ طوالٍ؛ لكن يرغب في أن يشهد حالةً من الحراك التي تؤدي إلى تنمية حقيقية يشهدها في انخفاض الأسعار، وفي توافر السلع الأساسية والاحتياجات والمتطلبات اللازمة للتصنيع، وفي كل ما من شأنه يحدث تسيير لأمور ومجريات الحياة الطبيعية.
لقد وفرت الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي كل ما يلزم من أجل انطلاق النهضة الاقتصادية في مجالاتها المختلفة، ومن ثم يرسل الشعب رسالته للحكومة الجديدة قائلًا لا مجال للعثرات ولحدوث أزمات توقف مسار الإعمار والنهضة والبناء والتنمية لتنعكس على حياة المجتمع المصري مباشرة ولا تتوقف ثمرتها عند حد المقتدر أو المستثمر أو التاجر أو الصانع؛ فللجميع الحق في أن ينال نصيبه وحقه الذي شرعه له الدستور من تعليمٍ جيدٍ متميزٍ ورعايةٍ صحيةٍ مكتملةٍ وكافة الخدمات التي يعلمها القاصي والداني، وعليه نناشد الحكومة الجديدة بأن تقف بالمرصاد ضد من يعبث بمقدرات هذا الوطن الغالي الكبير الذي يعيش على أرضه شعبٌ صبور ٌكل ما يتمناه الحياة الكريمة دون غيرها.
ونقول للحكومة الجديدة بلسانٍ فصيحٍ، إن ما تمخض عنه الحوار الوطني من توصياتٍ جاءت من فكر جمعيٍ رشيدٍ يتوجب تنفيذها لترتقي الدولة من خلال مؤسساتها إلى آفاق التنمية التي نتطلع إليها جميعًا؛ فمصر دولة تتصف بالصمود ومؤسساتها راسخةٌ وقويةٌ ومقدراتها ضخمةٌ، وجغرافيتها متفردةٌ، وحضارتها متجذرةٌ، وشعبها واعٍ ومدركٌ بكل ما يحيط به من تحدياتٍ وما يحاك ضده من مؤامراتٍ؛ لكن الله حافظها وحاميها من كيد الكائدين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر