تراهم هادئين هانئين بما يقدمونه من أعمال، مستغرقين حد الاستلاب، يصنعون من الظروف الصعبة، والمصاعب معابر يمرون عليها إلى طريق النجاح والمجد، إنهم بشر مثلنا قد منحهم الله مواهب وقدرات، تصل إلى حد الخوارق، فقد وهبهم العزيمة والقدرة على صنع المستحيل فعزائمهم لا تلين وأرواحهم تسمو فوق الصعاب يتغلبون على صروف وعراقيل الدهر، هم في حياتنا مصابيح وشموس مضيئة .
صنعوا تاريخا يعرفه الجميع، لأنه علامات ومنجزاتهم معجزات،لا تستطيع أن تغض الطرف عنه،إقرارًا بالحق أو انبهارًا وإجلالا به .
من هؤلاء ابن مصر البار “السير” د. مجدي يعقوب الذي يحمل قلبًا محبًا للعلم والعمل وروحًا وثابة وضميرًا إنسانيًا ينشر الخير والمحبة، ويداوي القلوب العليلة فيأسو جراحها ويسعد أيامها دون كلل أو ملل أو تفريق بين تلك القلوب.
منذ صغره كان قليل الكلام هادئًا، يعمل في صمت حتى ظن معلمه أنه متأخر دراسيا لكنه فاجأهم، وحصل على أعلى الدرجات وكان متفوقًا في دراسته، ولعمل والده جراحا كانوا دائمي التنقل، مرت الأيام وماتت عمته بمرض في القلب، فسعى إلى دراسة الطب وتخصص في جراحة القلب وسافر إلى بريطانيا واستقربها وأنشأ مؤسسة لجراحة القلب وبسبب تفانيه وإخلاصه في العمل منحته بريطانيا لقب “السير” وهو أرفع وسام في بريطانيا.
وأصبح أشهر جراح على مستوى العالم لإجرائه جراحات في القلب وصفها المتخصصون بالمستحيلة أو المعجزة.
كما تم تكريمه من مصر بلده لمجهوداته في مجاله بـ”قلادةالنيل” للعمل الطبي والإنساني في جراحة القلب، لأنه من الشخصيات المتميزة حيث يزرع الحب والتعاون والإخلاص في العمل فهو وأفراد مؤسسته فريق واحد بل أسرة واحدة متحابة متعاونة، هدفها خدمة البشرية دون تفريق،لا رياء ولا سمعة.
لأن د.مجدي يعقوب لا يحب الضجيج ولا الشهرة قدر حبه للعمل والإخلاص والتفاني والذوبان فيه.
عندما فكروا في كتابة مذكراته، استعانوا بأولاده ومساعديه، وممن كانت لهم به علاقة من تلقوا العلاج على يديه ومن التقوا به وتعاملوا معه، فكانت شهادات حية على حياته ونجاحاته الفريدة والعديدة .
ترى هناك سؤال يطرح نفسه؛ هل تذرع د. مجدي يعقوب بالظروف والحب والكراهية والشرق والغرب والرغبات أم أخلص للعلم والعمل ونسج ثوب النجاح.
لم يتوقف عن العمل منذ شبابه حتى بلوغه “سن الشباب” المعاش ولم يركن للدعة والراحة، ويكتفي بما حققه نشر علمه وعلم غيره، وحينما وجد بلاده تحتاجه حضر أنشأ مركزًا للقلب في أسوان وأصبح “سن الشباب” بداية لعهد جديد من العمل والنجاح، فاق بعمله العديد من الشباب، سلاحه الحب والأخلاق والضمير وخدمة الإنسانية.
فاستحق أن يلقب بأمير القلوب فتحية من الروح والقلب والوجدان له ولكل السائرين على دربه المتفانين في العمل .
في دنيانا ما يستحق التقدير والاحترام مثل د.مجدي يعقوب، هم مؤسسات تسير على الأرض لم تثنهم الظروف والصعوبات عن حفر طريق في الصخر، فحق على الجميع أن يسطروا سيرهم بأحرف من نور في العالم أجمع، فهم حقًا: فجر الضمير وشمس المعرفة ونور الحياة.