كان من أشد أساليب العقاب في مصر زمن المماليك نفى الشخص إلى أوروبا ..
كانت مصر حينها أقوى دولة في العالم ، و كانت (القاهرة) عاصمة الأمة ودار الخلافة العباسية .
وقد ذكر المؤرخون ان في عهد الدولة الأموية ؛ كانت مساحة الأراضي الزراعية بمصر 24 مليون فدان ، وهي أربعة أضعاف المساحة الحالية في القرن 21 م !!
كانت في غاية الرخاء و رخص سلعها و كانت تطعم الأمة من فائض خيراتها.
- يقول “أرشيبالد لويس” ، (القوى البحرية صـ 143) :
«بعد الفتح الإسلامي لمصر ، و تحديدا عام 705م كانت مصر في غاية الرخاء حتى أن خزانتها ضاقت بالأموال المتدفقة عليها». ذكر “المقريزي” في (الخطط صـ 306) :
«أمر الخليفة “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه بتخصيص ثلث إيرادات مصر لعمل الجسور وشق الترع والعناية بالري بالزراعة».
و جاء في (حضارة العرب صـ 336) ، لـ “جوستاف لوبون” :
«إن مصر أكرهت على اعتناق النصرانية، وبعد أن اعتنقتها هبطت بذلك إلى حضيض الإنحطاط الذي لم ينتشلها منه سوى الفتح الإسلامي».
عندما وصـل “ابن خلـدون” إلى مصـر وافـداً من تونس سنـة 1383 للميـلاد .. فلما دخـل القاهـرة المملوكية ذهل لجمالها و عظمتها حيث كانت حاضرة الدنيـا في وقتها .. يصفها قائلاً :
«فانتقلت إلى القاهرة أول ذي القعدة فرأيت حاضرة الدنيا و بستان العالم و محشر الأمم و مدرج الذر من البشر .. و إيوان الإسلام و كرسي الملك .. تلوح القصور و الأواويـن في جوه .. و تزهر الحوانك و المدارس و الكواكب بآفاقـه .. و تضيئ البدور و الكواكـب من علمائـه .. قد مثـل بشاطئ النيـل نهر الجنة و مدفع مياه السماء .. يسقيهم العلل و النهل سيحه .. و يجني إليهم الثمرات و الخيرات ثجّـه .. و مررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة و أسواقها تزخر بالنعم ..»
ثم يتابع فيقول :
«سألت صاحبنا قاضي الجماعة بفاس و كبير العلماء بالمغرب “أبا عبدالله المقري” فقلت له : كيف هذه القاهـرة؟
فقال : من لم يرها .. لم يعرف عـزّ الإسلام».
فما حقيقة (القاهرة) اليوم من قاهرة “ابن خلدون” قبل 6 قرون .. .