تنتهج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية سياسة واضحة تصب مباشرة في تعضيد استراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها، بما يسهم في بث محتوى إعلامي هادف ودراما راقية وأعمالٍ تُعد رائدةً في إخراجها ومضمونها؛ حيث تتناول قضايا متعددة وموضوعات متنوعة تستهدف تزويد المتلقي بصورةٍ ذهنيةٍ صحيحةٍ عمّا يدور حوله من أحداثٍ وتطوراتٍ على الساحة المحلية، أو الإقليمية، أو الدولية، وهذا بالطبع يساعد في بناء وتشكيل وعي المواطنين تشكيلًا سليمًا يحقق لهم الحماية من الأفكار المستوردة والمغرضة والهدامة، والتي تبث على مدار الساعة من أبواق خارجية ممولة.
وسياسة المتحدة تتمثل في الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، ونذكر بأن هذا ما اعتدته نقابة الإعلاميين المصرية، وفقا لأحكام القانون 93 لسنة 2016 الخاص بإنشاء النقابة، والذي نشر بالجريدة الرسمية في عددها رقم “287”، الصادر بتاريخ 20 ديسمبر لسنة 2017، واتفق على أنه يمثل بوضوح الخريطة القومية لمسار الإعلام الذي يعضد مقومات الوحدة الوطنية وتماسك نسيج الوطن، واصطفاف الجميع دون استثناء خلف الدولة المصرية، والدفع دومًا بالجهود نحو التنمية المستدامة في مجالاتها ومسارتها المتنوعة في ربوع البلاد.
ونبدأ بتقديم الشكر والتقدير والامتنان لكل من يلتزم إطار المهنية في عمله ويراعي ميثاق شرف المهنة؛ فما احوجنا للمخلصين في دعم مسيرة الدولة تجاه تحقيق غاياتها العليا ومصالحها على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ فمن المدرك الذي لا ريب حوله أن الميثاق المهني يعمل على تهيئة مناخ الابتكار وتوالد الأفكار المضطردة التي تسهم في تحسين الأداء والرقي بمفرداته بصورة مستدامة، وهذا دون شك يساعد في تحقيق الخطط والرؤى الطموحة لمؤسسات الدولة مجتمعة؛ إذ يحرص الجميع على الوصول لمرحلة الإتقان المؤسسي وفي تخصصاته وتنوعاته.
وفي المقابل نستنكر على كل من ينتهج سياسة الظهور والطفو بمخالفة صحيح القانون وجوهره السامي؛ ليحدث حالة من الارتباك بشكل مقصود أو متعمد؛ مما ينتج عنه تشويه للأفكار والحقائق والثوابت لدى المجتمع؛ فندرك جميعًا أن الرأي العام يعبر عن معتقد أو فكرة الشعب عن قضية ما، تُسلط وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الضوء عليها، ومن ثم تخرج التصريحات لتعبر عن وجهة النظر في صورتها العامة عن تلك القضية المثارة، كما نوقن بأن الرأي العام يؤثر فيما تتخذه مؤسسات الدولة من قرارات، أو تحتم على الدولة إجراء حوار مجتمعي حول قضية ما للوصول لحل مرضي يلقى القبول المجتمعي، ويحد من حالة التوتر، أو التعصب، أو القلق، أو الخوف لدى المجتمع.
إن إقرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بأنها لن تقدم إلا كوادر وإعلامًا مهنيًا يحترم المشاهد، وأنها لن تتوانى عن ردع كل من يحيد عن المعايير المهنية التي تلتزم بها منذ بداية تأسيسها؛ ليؤكد لدينا احترامها للمهنية في صورتها الإجرائية؛ فمن تسول له نفسه مخالفة القواعد المهنية، ويتعدى ميثاق الشرف الإعلامي، ولا يحترم الرأي العام، لن يكون له مكان، ولن يتمكن من تقديم ما يستهدفه عبر المنابر الرسمية بالدولة التي تحافظ على قيم المجتمع وتقدر مشاعره وتسمو بوجدانه.
وفي هذا السياق يحق لنا أن نطالب بمن يتحرى المصداقية ويبذل جهداً ذهنياً مضنياً؛ للربط بين زوايا وأبعاد القضية محل الاهتمام أو الطرح، وينظم مفرداتها، وبالطبع يدرك معاني الألفاظ التي يتناولها، ويحرص على التسلسل المنطقي للأفكار، ويقدم لنا قدراً كبيراً من المعلومات والبيانات الموثوقة والموثقة والآراء المسئولة التي تقوم على دراية وعلم حول القضية المراد دراستها أو تغطيتها، كي تحدث تفاعلاً مجتمعياً له أثر إيجابي يضيف للرصيد المعرفي ويسهم في تصويب المشوب من الفكر، وينمي الوعي الصحيح لدينا.
ومجريات الأحداث الأخيرة تؤكد على أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تساهم بصورة إيجابية في دحر صور وألوان الشائعات التي تؤثر بصورة سلبية وفورية على الرأي العام؛ فندرك أن انتشارها بات سريعًا في ظل تداول فوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصولها لعدد لا متناهي من الأفراد، ومن ثم أضحت الرقابة والمتابعة والإجراء الصارم عوامل مساهمة في بث الطمأنينة بين مجتمعنا المسالم صاحب الفكر الرشيد.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر