في ظل تمر القضية الفلسطينية بمحطات صعبة للغاية يستهدف فيها الوجود الفلسطيني، من خلال واحدة من أبشع الهجمات الممنهجة والمستمرة على شعبنا، بقصد تصفية وجوده في قطاع غزه والضفة الغربية والقدس، وكذلك في ظل حرب الإبادة في غزه والإعدامات الميدانية والاستيطان واقتحامات المدن في الضفة الغربية وتحويل الضفة الغربية الى مجموعة من الكنتونات والمعازل، واستمرار حصار مدينه القدس والعمل على تهويدها.
تأتي جريمة اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الحرم الإبراهيمي الشريف ومكانته الدينية المقدسة وتاريخه وهويته وذلك بسقف صحن الحرم الإبراهيمي بالقوة، في محاولة لتهويده وتغيير معالمه المحمية دوليا.
أن هذه الجريمة بحق الحرم الإبراهيمي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر مدينة الخليل مدينة فلسطينية محتلة، وتنتهك قرار منظمة “اليونسكو” بإدراج البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب سياسات الاستيطان، وقد اعتبرته منطقة محمية، يتمتع بقيمة عالمية استثنائية.
بينما يواصل الاحتلال استهدافه للمقدسات الدينية في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل يتسمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه البري والبحري والجوي على قطاع غزة لليوم الـ282 على التوالي وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ، جثامين نحو 60 شهيدا من حي تل الهوى ومنطقتي الرمال الجنوبي والصناعة في مدينة غزة، بعد انسحاب جزئي لقوات الاحتلال عقب اجتياح بري منذ نحو أسبوع .
بينما أكدت مصادر طبية في المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في غزة أنه تم انتشال جثامين 56 شهيدا من حي تل الهوى ومنطقة الصناعة وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين 5 شهداء من داخل مستشفى أصدقاء المريض غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قناصة الاحتلال تستهدف المواطنين الذين يحاولون العودة إلى المنطقة لتفقد ما حل بمنازلهم من دمار ونقل شهود عيان مشاهد صعبة ومأساوية لعشرات جثامين الشهداء الملقاة على الأرض، وتحت أنقاض المنازل المدمرة في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، وإضرام قوات الاحتلال النيران في العديد من المنازل قبل انسحابها .
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 38345 شهيدا، بالإضافة إلى 88295 جريحا، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم .
وتواصل إسرائيل حربها متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة بينما يأتي هذا الاعتداء السافر على الحرم الإبراهيمي الشريف في سياق سياسات الاحتلال وإجراءاته الاستيطانية الممنهجة التي تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية كافة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك .
ويأتي هذا التعدي في تحد لقرارات “اليونسكو” المتعاقبة والتي تؤثر بشكل سلبي على القيم العالمية الاستثنائية وسلامة وأصالة الحرم الإبراهيمي الشريف كجزء أساسي من موقع التراث العالمي للبلدة القديمة في الخليل ولا بد من كافة دول العالم ومؤسساتها، والمؤسسات الدولية ذات الصلة، الضغط على حكومة الاحتلال لإلغاء إجراءاتها غير القانونية بحق الحرم الإبراهيمي الشريف، وتوفير الحماية الدولية له وللمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة التي تتعرض لتشويه هويتها وتاريخيها ومكانتها الدينية والسيطرة عليها والتي تعتبر جريمة حرب يجب محاسبة القوة القائمة بالاحتلال عليها .