العديد من المصادر، سواء من طرفى النزاع، إسرائيل وحماس، أو من الوسطاء تؤكد أن المفاوضات تسير فى الاتجاه الصحيح، وأنه من الممكن التوصل إلى صفقة التهدئة وتبادل الأسرى ووقف القتال فى غضون أيام.
على الجانب المقابل، فإن نيتانياهو يضع كل يوم شرطا جديدا لاستفزاز حماس، وإفشال المفاوضات، لأنه يدرك خطورة توقيع الاتفاق، وإنهاء الحرب على مستقبله السياسي.
نيتانياهو يعلم أن مستقبله انتهى إلى غير رجعة، سواء باتفاق أم بغير اتفاق، لكنه يريد تأجيل ذلك إلى أطول فترة ممكنة، اعتمادا على احتمالية حدوث متغيرات داخلية أو خارجية تصب فى مصلحته، لذلك فهو لا يريد توقيع الاتفاق فى إطار الرهان على كسب الوقت.
الرئيس الأمريكى جو بايدن خرج أمس الأول ليعلن أن إسرائيل وحماس وافقتا على إطار هدنة وصفقة الرهائن، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به، ووجود قضايا معقدة، ولكن تم الاتفاق على هذا الإطار، مؤكدا تصميمه على إنجاز الاتفاق، ووضع حد لهذه الحرب التى يجب أن تنتهى الآن بحسب تعبيره.
رغم كل ذلك مازال نيتانياهو يقوم برقصته الأخيرة ويرتكب المجازر اليومية فى كل أنحاء غزة والضفة، وآخرها مجزرة خان يونس أمس، ولا يفرق بين ماهو مدني، وماهو عسكري، فى أسوأ أنواع حروب الإبادة الجماعية التى لم يشهد لها العالم مثيلا قبل ذلك.
الغريب فى الأمر هو تراجع صوت محكمة العدل الدولية، وتراجع صوت المحكمة الجنائية الدولية، حيث لم تصدر محكمة العدل الدولية قرارها النهائى حتى الآن بشأن ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية، كما لم تصدر المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، ووزير جيش الاحتلال جالانت حتى الآن.
من الواضح نجاح الضغوط الأمريكية والغربية على مسار قرارات المحكمتين بعد أن كشرت أمريكا عن أنيابها السوداء ضد المحكمتين، والتهديد باتخاذ قرارات عقابية ضدهما فى حالة الاستمرار فى الإجراءات ضد الكيان الإسرائيلى وقادته.