“الفريسكا” كلمة حفرت فى أذهان سكان وزوار مدينة الاسكندرية, فلا تكتمل زيارة الشواطىء دون توقيف بائعها الذى يتجول حاملا صندوقه الزجاجى عارضا هذا النوع الفريد من البسكويت الذى أصبح جزءا من تاريخ المدينة الكوزموبوليتية, يشير إلى تنوعها وغناها الثقافى ميزها عن غيرها من المدن الساحلية.
وكلمة”فريسكا” ليست عربية, فهى لها أصل إيطالى وأسبانى, وتعنى “طازج”, والكلمة جزء خاص بالاسكندرية الكوزموبوليتية التى تعددت بها الثقافات فى فترة من الفترات, والإسم يشير إلى أن البائع كان ينادى على هذا النوع من البسكويت بأنه طازج, وهو مايعنى إما أنه مصرى يقوم ببيعها إلى الطبقة الراقية وأبناء الجاليات الإيطالية, أو أن من قام بتصنيعها وبيعها لأول مرة فى المدينة هم الإيطاليون الذين كانوا يعيشون فى المدينة وقتها.
وهذه الحلوى بسيطة الصنع أصبحت جزءا من تراث المدينة, لدرجة أن لجنة الهوية البصرية التى كانت مختصة بتطوير المدينة مع الحفاظ على طابعها التراثى, وافقت على مقترح إطلاق إسم”فريسكا” على واحد من الشواطىء, لكونها واحدة من الشواهد التراثية التى تدل على التنوع الثقافى الموجود بالمدينة.
وقال لى أحد بائعى الفريسكا: إنه توارث مهنة بيع الفريسكا على شواطىء الاسكندرية أبا عن جد منذ الصغر, حيث ان جده لأبيه من أوائل من عملوا بهذه المهنة منذ عام1936, واتبع خطاه والده من بعده, لذا فقد نشأ على هذه المهنة التى جذبته, وعمل بها لمدة تزيد على الثلاثين عاما, بجانب دراسته, حيث يتجول على رمال الشاطىء, حاملا صندوقه لبيع الحلوى للمصطافين, طوال ثلاثة أشهر فقط فى العام, وهى موسم الصيف والنزول إلى الشواطىء, وأوضح أن جده كان من أوائل الباعة الذين حصلوا على ترخيص من البلدية فى ذلك الوقت بمزاولة المهنة, وهذا التقليد متبع حتى الآن, إذ تصدر محافظة الإسكندرية تصريحا يجدد سنويا لبائعى الفريسكا, والذى يحدد المساحة المسموح لهم التجول فيها بطول الشاطىء, كما أوضح أن عدد من يحصلون على تصريح يصل إلى 70شخصا ينتشرون بطول ساحل المدينة من أبو قير شرقا وحتى العجمى غربا, وهذه التصاريح أمر تنفرد به الإسكندرية, نظرا لأنها أولى المدن التى تم بيع” الفريسكا” بها, وانتقل بيعها أخيرا إلى محافظة مطروح ومنطقة الساحل الشمالى, ويسعى الباعة حاليا إلى إنشاء جمعية أهلية حتى يكون لهم كيان موحد يحافظ على هذه المهنة.
• أبنائى طلاب وطالبت الثاوية العامة رجاء محمل بخبرة وتجارب السنين حرروا أنفسكم من قيود المجموع وتنسيق الجامعات, ووهم كليات القمة والقاع. أولا لايوجد قمة ولاقاع فى التعليم أبدا, هذا توصيف خطأ, ولابد أن نتخلص منه , فأى تعليم مهم ومحترم طالما يفيد صاحبه ويفيد المجتمع خاصة أنه مازال هناك المئات من الطلبة يتفوقون بالغش, وللأسف يلتحقون بكليات لاتناسب مستواهم الحقيقى , ولعل رسوب 61% من طلبة الصف الأول بكلية طب سوهاج, خير دليل على أن دخول الجامعة بالمجموع نظام فاشل ينتج خريجين أفشل فى كل المجالات بلا استثناء, والنتيجة الآلآف من الخريجين الجدد كل عام بلا عمل ولاوظيفة تكافىء تعبهم ومعاناة الأسر سنين فى كلية أو معهد اختاره لهم مكتب التنسيق. هل هذا معقول ؟ وإلى متى أيها الطالب ستظل عاجزا عن الطيران والتحليق فى سماء الإبداع, بما تمتلك من مهارات وقدرات تميزك عن سواك؟ ربما يكون الحل فى كسر الفرع! فى قديم الزمان أهدى إلى أحد الملوك “صقران” فأعطاهما إلى كبير مدربى الصقور ليدربهما, وبعد أشهر جاءه المدرب ليخبره أن أحد الصقرين يحلق بشكل رائع فى عنان السماء, بينما لم يترك الآخر فرع الشجرة الذى يقف عليه مطلقا, فما كان من حثه على الطيران, فخطرت فى عقل الملك فكرة ان يستعين بشخص يألف طبيعة الحياة فى الريف ليفهم أبعاد المشكلة, أمر الملك فورا بإحضار أحد الفلاحين وأخبره بمشكلة الصقر الذى لم يترك فرع الشجر, وفى الصباح ابتهج الملك عندما رأى الصقر يحلق فوق حدائق القصر, فسأل الفلاح كيف جعلته يطير؟ فأجاب بثقة: كا ن الأمر يسيرا, لقد كسرت الفرع الذى يقف عليه. كثير من الأشخاص يقف على غصن من الخوف والتردد وعدم الرغبة فى التغيير, وهو يمتلك طاقة جبارة من المهارات والإبداع والتطوير قد أعاقها إلفه لذلك الغصن وخوفه من المبادرة لما هو أفضل, وعدم الإقدام نحو رفع كفاءته وتأهيله, كل منا لديه غصن يشده إلى الوراء, ويمنعه من الإبداع والتطوير, ولن ينطلق ويحلق فى عنان السماء إلا إذا كسر هذا الغصن, فاكسروا أغصانكم وحلقوا عاليا, وكفى إهدارا للفرص فى سجن المجموع وتابوت مكتب التنسيق.