تحل اليوم ذكرى مرور تسع سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة، هذا الشريان العظيم وهو أحد المشروعات القومية الكبرى، والذي كان من ضمن أهم أهدافه جمع شمل المصريين حول هدف قومي، بعد أن مزقهم نفسيًا ومعنويًا قبل أن يكون دمويًا وتدميريًا في فوضى يناير عام 2011؛ حيث حفر وشق بسواعد شعب مصر، وتكاتف غالبية أهل المحروسة لتمويل هذا الإنجاز الضخم بنحو 64 مليار جنيه، تم توفيرها في أسبوع واحد، وتم إنجازه في عام ليعبر عن إرادة الشعب المصري الأصيل في كيفية الالتفاف والالتحام حول قيادته، وتجاوز التحديات والصعاب مهما كانت الظروف، في سبيل تقدم وطنه وازدهاره.
ولاشك أن هذا المشروع العملاق له تأثيره الاقتصادي الكبير على حركة التجارة العالمية؛ في تقليل زمن حركة مرور السفن بالقناة؛ مما يزيد من إيراداتها، وسوف يكون المردود الإيجابي أكثر، إن شاء الله، بعد عودة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة البحر الأحمر، ويكون داعمًا لعمليات التنمية، وخاصة بعد إنشاء الكثير من المشروعات على محور قناة السويس؛ مما يساهم في نهضة كبرى تدعم الاقتصاد القومي بإذن الله، ويكون هناك بشائر الخير على الأجيال الحالية والقادمة إن شاء الله.
وأتذكر أنه في عام 2014 حينما كنت مستشارًا، والمتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية، ونجحت الوزارة -برئاسة الوزير الدكتور خالد حنفي وزير التموين الأسبق- في تنفيذ منظومة الخبز الجديدة، والتي كان لها الفضل -بعد الله تعالى- على المواطنين، والحفاظ على كرامتهم وآدميتهم، قبل الحصول على حقوقهم في الخبز المدعم، ناهيك عن المميزات الكثيرة الأخرى، والتي يتم العمل بها حتى الآن؛ مما دعا البنك الدولي إلى أن يضعها في أدبياته؛ لتستفيد بها الدول الأخرى، أتذكر أن طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاء مجموعة من الوزارة؛ للتهنئة بهذا النجاح، وخلال اللقاء فتح الرئيس باب الأسئلة، وكان طلبي الأول: “أنه لابد من عمل شيء قومي يجتمع حوله المصريون”، وضربت مثالًا على ما يحدث في المباريات القومية؛ حيث تتوحد خلاله مشاعر المصريين، وكان أن ابتسم الرئيس ابتسامة ثقة، وكأنه يخفي شيئًا حسنًا لشعب مصر، وقال: “إن شاء الله”، وتأكدت بعد ذلك أنه كان يجهز لمشروع “قناة السويس الجديدة”، وكان طلبي الثاني: “أن يكون هناك حزم للحد من الانفلات”، وكان رده: “أن الشعب المصري يعاني من ظروف صعبة، ويحتاج الآن لمن يخفف عنه”.
ولا أحد ينكر أن مشروع محور قناة السويس الجديدة هو إضافة قوية لحركة الملاحة المصرية والإفريقية والعالمية، وأنه عندما يكتمل المخطط التنموي للمشروعات اللوجستية في منطقة قناة السويس، فانه سوف يدر دخلاً سنويًا يصل إلى المائة مليار دولار سنويًا، كما هو مخطط له، وذلك من المشروعات الخاصة بصناعة السفن وصيانتها، وتقديم كافة الخدمات في المجالات البحرية لكافة السفن العابرة، بالإضافة إلى توفير الملايين من فرص العمل لشبابنا؛ مما يحد من نسب البطالة، ناهيك عن السمعة الدولية لمصر في الأوساط البحرية العالمية، وهذا يجعلها قبلة المرور لغالبية السفن العالمية، وزيادة حركة التجارة العالمية من خلالها، وكل يصب في تدعيم وقوة الاقتصاد المصري.
حفظ الله قادتنا وشعبنا وأرضنا من كل سوء، وأنعم على مصر وأهلها بكل خير واستقرار.