أذهلتنى والكثيرين فكرة تطوير الثانوية العامة بإلغاء مواد دراسية من المجموع وهذا أسعد الآباء والطلاب طبعا، بسبب تكاليف الدروس الخصوصية، والتركيز على 5 مواد أساسية لكل فرع، وإحالة الباقية خارج المجموع على رأسها اللغة الفرنسية والجيولوجيا وعلم النفس والاجتماع، لتضاف للتربية الدينية والقومية، ومفهوم أن المواد غير المضافة للمجموع فى اللجان هى مواد للغش على مستوى اللجان والنجاح بأى إجابة عشوائية ولو25% مع الرأفة، وهذا اعتراف صريح من الوزارة، بأن التطوير تصريح واضح بالغش، لأن السباق على مواد المجموع، لذلك لم يسبق أن رسب طالب فى المواد غير المضافة فى تاريخ الثانوية العامة، إلا من غاب عن الامتحان، ولا أدرى تفسيرا لذلك، لكن أعرف أن مشكلة الثانوية العامة هى غياب التصحيح العادل وضياع مستقبل مئات الآف، نتيجة البابل شيت وسهولة الغش وبالآلة الجهنمية بالتصحيح الالكترونى وسوء إدارتها التى أضاعت آلاف الطلاب ، مع سهولة التلاعب فى نقل “تكت” كراسة الإجابة من طالب متفوق إلى فاشل، وهى ظاهرة نتائج امتحانات هذا العام والسابق، فلا يمكن للطالب مقاضاة الوزارة لأن خطه ليس فى ورقة الإجابة، برغم علامات ترشده لورقته الأساسية، على أى حال فإن إلغاء مواد أو ركنها خارج المجموع ليست ميزة كبيرة فما معنى أن نطلب من الطالب مذاكرتها مع منافسة شرسة فى المجموع وعدم إضافتها فى نفس الوقت ؟!، أى أنها خارج الاهتمام، بدليل قول الوزير : إن التطوير يهدف لرفع العبء عن الآباء. وعندنا مثال فى التربية الدينية كان الطالب يكتب سورة الفاتحة وينجح، وذلك كلام إنشاء فى القومية.بل إن بعض اللجان سمحت للطلاب بالدخول بمذكرات المادة فى اللجنة، أتمنى ألا نأخذ بالتعليم إلى الهاوية ولا يكون التطوير بإهمال مواد علمية أساسية. أما بالنسبة للمواطن، فهذا إنجاز يرفع عن جيبه عذاب الدروس الخصوصية، وآلام الأسعار والغلاء وصعوبة المعيشة..بينما يرى آخرون يائسون أنها لا تفرق لأنه لايوجد تعليم أساسا فى مصر وتكفى دفعات الغش الهائلة هذا العام ولم تحسمها الوزارة..!