ربما يكون البيان المصري، القطري، الأمريكى بمثابة ضوء خافت فى نهاية نفق مظلم، لكنه يفتح باب الأمل أمام وضع حد للمأساة الفظيعة التى يعيشها قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر حتى الآن، وخلالها تم تدمير القطاع بالكامل، بحيث لم يعد قابلا للحياة، وكسر عدد الوفيات حاجز الـ40 ألف شهيد، وارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 70 ألف مصاب.
البيان المشترك المصري، الأمريكي، القطرى جاء بعد نهاية مفاوضات استمرت لمدة 48 ساعة فى العاصمة القطرية، وبحسب البيان فإن هناك نقاط اتفاق تم التوافق عليها، وأن الولايات المتحدة وبدعم من مصر وقطر قدمت مقترحا لسد الفجوات المتبقية بما يؤدى إلى التنفيذ السريع لوقف إطلاق النار.
من المقرر أن تستضيف القاهرة قبل نهاية هذا الأسبوع كبار المسئولين من الدول الثلاث (مصر وأمريكا وقطر) لاستكمال المناقشات والتوصل إلى الاتفاق النهائي، حيث لم يعد هناك وقت، كما لم يعد هناك عذر من أى طرف للتأخير أو التباطؤ.
أعتقد أن المشكلة تكمن الآن فى رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، فهو الذى يماطل ويصر على وضع العديد من العقبات والشروط الإضافية فى كل مرة يتم التوصل فيها إلى بلورة اتفاق نهائى.
بينى جانتس الوزير المستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية أعلن يوم الخميس الماضى أن نيتانياهو هو العقبة الكبرى فى التوصل إلى اتفاق، متهما إياه بالعبث بمصير إسرائيل مخاطبا إياه بقوله «يجب أن تتعامل فقط مع مصير البلاد .. كن شجاعا لمرة واحدة».
جانتس انسحب من مجلس الحرب فى يونيو الماضى بعد اتهامه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بسوء إدارة ملف الحرب على غزة.
يتطابق مع موقف جانتس موقف وزير الحرب الإسرائيلى جالانت الذى أصبحت خلافاته معلنة وواضحة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، ويتهمه دائما بأنه المسئول عن تعطيل الاتفاق، وانقاذ الأسرى بشكل علنى وواضح، مما جعله مثار هجوم دائم من نيتانياهو، ومن المؤكد أن الحرب وحدها هى التى تمنع نيتانياهو من إقالته وسط الأزمات الطاحنة فيما بينهما.