ما شهدناه ونشهده بمهرجان العلمين دلالته تؤكد أن مصر ماضية تجاه النهضة، وأن توافر الأمن والأمان كان له الفضل العظيم في توفير المناخ الداعم للإعمار والاستثمار والازدهار بكل صوره، ونحن ندرك أن الإقبال على المدينة الساحرة بشواطئها ومناظرها الطبيعية الخلابة؛ بفضل ما لوحظ من صورة الخدمات المقدمة فيها من خلال شراكة وتعاون الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وما تقدمه مختلف الوزارات من فعاليات، وفي المقدمة منها وزارة الثقافة المصرية، والتي أبهرت الجميع بمختلف الوان الفنون والفعاليات المنصرمة منها والمستمرة.
وقد ظهر جلياً أن هناك الكثير يعشق الفولكلور المصري والعروض الموسيقية العربية، وتمثل ذلك في كثافة الحضور لهذه الفعاليات، والتي قدمتها وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وما قدمته فرق الفنون الشعبية لمحافظات مصر كان مبهرًا من حيث الأداء والمحتوى والتنظيم؛ فالجميع دون استثناء أثنى على تلك الجهود التي قامت بها وزارة الثقافة والتي يتابعها الوزير على مدار الساعة ويشرف عليها نائب الهيئة العامة لقصور الثقافة.
لقد حولت برامج وزارة الثقافة الممشى السياحي بالعلمين إلى مكان تجتمع فيه متعة المشاهدة الفنية الرائعة من فرق ذات كفاءة عالية قدمت عروضًا هادفة خلقت تفاعلًا وجذبت الآلف لهذا الممشى فحولته لمسرح كبير، وهذا أمر يدعو للفخر والاعتزاز من قبل القائمين على التنظيم والتنفيذ ومن قبل ذلك التخطيط القائم على فكر استراتيجي إبداعي؛ حيث ساهمت تلك الفعاليات في خلق مناخ ليس فقط داعم للسياحة والترفيه؛ لكنه غارس للقيم ومعضد لماهية الحضارة المصرية ومكوناتها، ومعزز لأركان الثقافة وعمقها، ومشجع للاستثمار، ومحرك لعجلة الاقتصاد الوطني.
لقد ساهمت وزارة الثقافة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تحفيز من يرغب في قضاء عطلة نهاية الأسبوع في خصوصية هذا المهرجان ليشاهد العديد من الاحتفالات والفعاليات التي يشارك فيها نجوم الفن بشكل منتظم وفي أماكن عديدة بربوع المدينة الكبيرة التي وفرت مقومات المعيشة والتنقل بصورة أثنى عليها الزوار؛ فقد رأينا الحفل الضخم على المسرح الروماني بالمنطقة التراثية بمدينة العلمين والتي قامت به فرقة المصريين بقيادة المايسترو الكبير هاني شنودة وما به من فقرات كانت أكثر من رائعة.
كما استقطبت ألوان الفنون وعروضها الثقافية والترفيهية الكثير من حاضري المهرجان بمدينة العلمين؛ لأن وزارة الثقافة استعانت بالعديد من الفنانين وأصحاب المواهب في القيام بتلك العروض، كما وفرت لهم الوزارة بتوجيهات مباشرة من الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة كافة الدعم اللوجستي الذي ساهم في نجاح تلك الفعاليات وما بها من عروض ومخرجات فنية نالت الرضا والأعجاب من الحاضرين، بل والمتابعين عبر الشاشات الفضائية.
وعبر مهرجان العلمين في دورته الثانية ساعدت وزارة الثقافة المصرية من خلال أدواتها الفاعلة وعبر هيئاتها المتنوعة والمتعددة، وفي ضوء فكر إدارتها الاستراتيجي أن تجعل المدينة قبلة للفن الراقي المعزز للمواطنة، والجاذب للاستثمار؛ فالعيون دومًا تلحظ الفنون وما يحيط به من سحر الطبيعية؛ فتتوالى الأفكار نحو تحقيق المنافع التي تعود على الجميع بالخير سواءً ارتبطت بالمستثمر أو بفتح مزيد من مسارات التطوير والتحسين واستكمال مراحل البناء والامتداد بالإعمار في أماكن مجاورة.
وهناك تعاون في نقل ما يميز معالم تلك المدينة المتفردة بين وزارة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر نقل الفعاليات لعيون العالم التي توضح معالمها السياحية والجغرافية وما بها من منتجعات وفنادق صممت وفق الطراز العالمي الذي شمل عوامل الجذب الترفيهي والمعيشي والخدمي.
وما صرح به وزير الثقافة من أنه سيتم عمل خطة مستقبلية لإتاحة الأنشطة الثقافية في مدينة العلمين خلال جميع فصول السنة، وأنه ستعقد المهرجانات الثقافية والفنية والرياضة وغيرها بالكامل في العلمين، خصوصا أن لوجستيات المنطقة في العلمين تستوعب وتتحمل ذلك، وهذا يؤكد أن مهرجان العلمين في دورته الثانية حقق الغايات المنشودة التي رسمت له من قبل أصحاب الفكر السديد القائمين على تنظيمه.
إننا نثمن الجهود المشتركة بين وزارة الثقافة المصرية والعديد من الوزارات مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في عمليات التنظيم التي خلت من أي مشكلات أو أزمات، فلم يكن هناك زحام أو ارتباك للمشهد أو تقصير في الترتيبات أو ضعف في أداء الخدامات؛ فقد شهد القاصي والداني والمشاهد بدقة التنظيم، بداية من الاستقبال حتى مغادرة المكان، وهذا ما أشعر الجميع بالطمأنينة وجعل العودة قائمة للمدينة المتجددة بالحياة مرارًا وتكرارًا.
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر