اعتدنا في هذا المجتمع المتحضر والذي يرتبط أعضاؤه ارتباطا مع بعضهم البعض بأحلى وأجمل العلاقات أن يظهر بيننا من يحاول تشويه الصورة المضيئة دائما فينشر الأكاذيب ويفبرك الروايات السخيفة رغم أننا وهؤلاء يعرفون أنفسهم قبل غيرهم ويدركون تماما أن ما يقومون به من عمليات إثارة وتهييج ليست سوى ضياع للوقت مع الأخذ في الاعتبار أن الوقت بالنسبة لهم لا يعنيهم ومن هنا يجيئون ويذهبون دون أن يدركوا الحقيقة أو جزءا منها. مثلا كم من عبارات مكررة ومعادة وكلمات فقدت تأثيرها منذ زمن بعيد ومع ذلك يصرون على الادعاء بأن الاحتفال بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعد حراما بل يمثل نوعا من أنواع الوثنية. يقولون ذلك بعد أن أعلن كل من الأزهر ودار الإفتاء أن هذه الاحتفالات تعكس تقديرا وإعزازا وإلى أي مدى كان ويكون تقديرنا لخير من أنجبت البشرية ليس هذا فحسب بل ما لا يفهمه هؤلاء المارقون أن توزيع الحلوى في هذا اليوم الشريف إنما يرسخ معاني وقيم المشاركة الوجدانية التي نشأنا على قواعدها وتربينا على أسسها وأركانها المتينة.طبعا أنا لا أريد أن أستبطن في حيثيات ومبررات سبق أن شرحها علماء الأمة في شتى المناسبات. أيضا ..إذا كان هؤلاء المخبولين والأفاقين دأبوا على انتهاز الفرص التي ترتبط بالنبي بين كل آونة وأخرى بترديد الباطل والزور والضلال بأن السنة النبوية ليست جزءا أصيلا من الإسلام فإنما هم أول الكاذبين وأول التكفيريين وأول المكذبين بالدين. في النهاية تبقى كلمة:ألم يعلم هؤلاء أن جميع الذين أساءوا للرسول الكريم قولا أو فعلا أو استخداما لما يسمى بمنصات التواصل الاجتماعي قد نالوا عذابهم في الدنيا فما بالهم في نار الآخرة الحامية التي تكوي وتشوي الجلود وصدق قول الله سبحانه وتعالى:” ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون”..