كثيرةٌ هي متاعب الحياة؛ وتزداد صعوباتها في عصرنا الحاضر بالنظر للظروف الاقتصادية وتوغل السوشيال ميديا في حياة الناس واختراقها لخصوصياتهم.. لكن ثمة أمورًا يمكنك إذا فعلتها أن تنأى بنفسك عن الأذى النفسي وأمراض العصر من قلق وحزن واكتئاب ربما يفضي بك إلى التردد على المصحات النفسية أو عيادات الأطباء النفسيين..
الشاعر لخص المشهد بعبارات موجزة قال فيها:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى * وحظك موفور وعرضك صيـّن
لسانك لا تذكر به عورة أمـــريء * فكلك عورات وللناس ألســن
وعينك إن أبـدت إليك معايبـا * فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى * وفارق ولكن بالتي هي أحسـن
فإذا أردت أن تحتفظ بقلب سليم ونفس مطمئنة فلا تركز علي القيل والقال.. وفلان قال عليكِ كذا.. وفلان إتهمني بشيء ليس فيّ.. وفلان تجاهل رسالتي.. صديقي لم يعد يحبني.. تجاهل تلك التفاهات ولا تركز عليها.. لا يكن شغلك الشاغل أين ذهب فلان.. لماذا هو صامت.. هل لا يزال يحبني.. فتلك أسئلة وهواجس لا تجلب لكِ سوى المشاكل والأمراض والاحتراق النفسي..
لا تفكر في الماضي.. كيف ظلموكِ.. كيف أساءوا إليكِ.. وكيف أنكِ لم تأخذ حقك كاملا؟! توقف.. توقف.. فالماضي يثير بداخلك الغضب والإحساس بالعجز.. لا تركز على ما ينقصك فقط! تأكد أنك مهما تحصل على ما تريد سيظل ينقصك شيء.. لأن قناعتك ستظل ينقصها شيء مهما اكتفيتِ.
لا تقارن حياتك بأحد.. فعندك مزايا ليست عند غيرك.. فعندهم نواقص ليست عندك.. فالله عادل.. لا تقل فلان أفضل مني.. أبنائي ليسوا كأبناء فلان.. فلان سعيد وأنا تعيس، توقف عن المقارنة لأن نظرتك محدودة قاصرة.. لا تفكر في الانتقام من أحد مهما أساء اليكِ، لأن الانتقام سيعطل حياتك ويورثك الكره والحقد وإذا فشلتِ في انتقامك سيصيبك الاكتئاب.
الحياة أكبر بكثير من تلك الأمور.. لا تشغل نفسك بما يرهقك ويتعب أعصابك ويستنزف طاقتك ويمرض نفسيتك.. فالحياة كبيرة وملأى بالعديد من الفرص.. أنظر حولك ستجد من هم أشد شقاءً وبؤسًا وأعظم مصابًا.. هناك أناس يموتون جوعًا.. وبلادهم في حروب مستمرة.
لو زرت أحد مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية لحمدت الله كثيرا على سويعات حزنك ومرحلة اكتئابك التي لا تمثل شيئا أمام مصائب الآخرين.. باختصار اللي يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته! وليس أفضل من قول الله تعالي “وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، وقول المصطفى الكريم “إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”.. فالرضا بالمقسوم عبادة!