فيض غزير من أخبار الأديبة الثرية الملثمة ، أرملة أحد الأثرياء الخليجيين ، وأخبار شتى عن حصولها على عدة جوائز من عدة هيئات أدبية أجنبية ، تكهنات عن شخصيتها المحاطة بغموض شديد ،من تكون؟!! ، كل أفتى وأفاض بما لم يحط به خبرا مع تلقف الأوساط الأدبية لتحليلات نقدية عن أعمالها الأدبية ، حتى اشتاق الجميع لملاقاتها والتعرف عليها ،خاصة بعد أن إعلانها عن عزمها إنشاء وكالة أدبية بمصر مع عدة فروع بالبلاد العربية خاصة دول الخليج ، مع نيتها اختيار ثلة من الأدباء المميزين لإدارة تلك الفروع برواتب مجزية ،وقرب عودتها للوطن معلنة عن مناقشة رواية لها ومجموعة قصصية ، لم تبذل جهدا فلقد تطوعت أحد الهيئات الأدبية باستضافة ندوتها ، بعد أن حددت ثلاثة من النقاد بالاسم لمناقشتها،أرسلت لهم نسخا من الأعمال محور الندوة ليتدارسوها ،وقد فرحوا باختيارها لهم ، مع وعدها لهم بمكافأة مجزية نظير ذلك ،وتسابقت الفضائيات ومندوبي الصحف على حضور ندوتها ، التي اكتظت بالجمهور والأدباء ومحبي الأدب ، أصرت على أن تجلس وسط الجمهور بنقابها أو لثامها ، وأفاض النقاد الثلاثة في تفنيد أعمالها الإبداعية العظيمة الرصينة الفصيحة مما يرشحها بقوة للحصول على جائزة نوبل وسط تصفيق الحاضرين ، وبعد أن انتهوا قامت لترتقي المنصة و شكرتهم وعرضت على بروجيكتور الكتب موضوع الندوة ،وكتبا أخرى تحمل اسم مؤلفين ومؤلفات غيرها ، مبينة موضحة تطابق النسخ ،ثم عرضت لتقارير نقدية لهؤلاء النقاد الذين رفضوا تلك الكتب لضعف محتواها وصنعتها وخلوها من الإبداع ، عقدت الدهشة ألسنة النقاد ، وبهتت وجوهم ، ونكسوا رؤوسهم ،ثم خلعت النقاب ليعرفوا تلك التي قسوا عليها بالأمس وحطموا حلمها ، بعد أن رفضت مجاراتهم في تحرشاتهم وتصرفاتهم الصبيانية ورفض حضور سهراتهم ، لكنها احتالت ودبرت لهذا مع مجموعة من أدباء وأديبات حطم هؤلاء النقاد أحلامهم أيضا ، دخلوا القاعة سويا مما زاد في حرج هؤلاء النقاد ،لتثبت للجميع أنهم ليسوا إلا مرتزقة أدعياء يتاجرون بأقلامهم ،وكم كانوا حجر عثرة في طريق الكثير الكثير من المواهب ،كم خنقوا وقتلوا بدون سكين ،كم أجهضوا من أحلام وكانوا قطاع طريق، لم تقو سيقان النقاد على حملهم ليسيروا بصعوبة يحاولون إخفاء وجوههم بأيديهم وسط عدسات المصورين وكاميرات التليفزيون .