لم نتخيل أن تحدث مشكلة فى سلعة البيض، فهو آخر حصون الفقير لتوفير بروتين للأطفال والكبار، ، وتظهر هذه المشكلة مدى الخلل الذى تعانيه الدولة و أجهزة الرقابة، ويشكك فى الذمم، فالبيضة وحدة إنتاج الفقير فى القرية منذ آلاف السنين وسند الغلابة، لنجد لصوص مصر برعاية وحماية مسئولين يحتكرون العلف ويقتلون مزارع الدواجن لتنهار الصناعة التى تميزنا فيها، ويستديرون لاستيراد الدواجن لتعود عليهم بالمليارات، ثم يسجلون استيراد 30 مليون بيضة أخيرا وسعرها فى تركيا أقل من ثلث ثمن المصرية، فإن استيراد البيض كارثة تمثل سقوط كل الأجهزة فى مصر، بعد تمكن مافيا خامات العلف والذين بجرائمهم جعلوا 50% من المزارع تغلق أبوابها وتبيع الأمهات للذبح، أو تخفض إنتاجها للثلث ، فإن إنتاج مصر حتى عهد قريب كان 10 مليارات بيضة سنويًّا، ولكن إنهارت الصناعة بجريمة فاعل إلى 4 مليارات. كل ذلك يحدت وأجهزة بالدولة نائمة أو يقودها لصوص، لأن كل مراحل السقوط مرصودة للجميع، وإعادة دخول الدواجن للسوق يحتاج 8 أشهر، فالاستغاثات من مافيا الخامات استمرت نحو عامين والتي تفرض الأعلاف بأكثر من ضعف ثمنها على المنتجين، فكان الحل فى جريمة الاستيراد، وانهيار الصناعة والاستيراد من تركيا، صحيح أن البيض التركى بأعلى المواصفات وأفضل بكثير من المصرى ومع ذلك نعيش كارثة، ندعو الأمناء فى هذا البلد لمواجهة مشكلات هذه الصناعة، ويكفى أن تكاليف الاستيراد والنقل والتوزيع للبيض التركى تصل لنحو نصف ثمن الكرتونة المصرية وبعد خدمات الطيران والنقل سعرها 120 جنيها، وبأعلى المواصفات، فالبيضة المصرية تعرض بقذارتها وريشها وتتنقل من المزرعة لمنافذ البيع بسعر جنونى بسعر الطبق 200 جنيه بشعار ارتفاع أسعار الطاقة، والدولة نائمة فى العسل مع لعبة قذرة من تجار معدومى الضمير وبدلا من أن نصدر نستورد، فإن فلسفة استيراد كل شئ لعبة لصوص مصر، وهى تدمير محكم للدولة والشعب..