ثم..
تصير الأحلام محض رجاءات ضائعة في شاسع المدى..
لا وجهة للرحيل، إذا ما عزمت..
أنت، بين وجع يقلب ماضيك..
إذا عدت للخلف نصف خطوة..
ودرب يأس..
يقذف قلبك بالحجارة، حين يداعبك الخيال..
وما عليك لكل هذا العناء؟!..
لتنحني، تلتقط فواجع الأيام ذخرا..
وأنت الذي زرعت وجهها طمأنينة..
ليبتسم أولئك الذين أمطروك بالدموع..
ومنحوك خوفا لا يعرف كيف يشفق..
ثم ينتابك الجنون..
أو، ربما اعترافك بجرم لم تقارفه..
ممهورا برغبتك في معانقة السراب..
هل يثني عزمهم أن يأخذك الغياب طويلا؟!..
هل يعيدهم خوف من شبح الفراق؟!..
فتنتعل قلبك، وتتقدم..
أي جرأة تملك أيها المسافر؟!..
من سطوة الحزن..
إلى ذروة العدم..
أخبر من خلفك..
أن الديار هنا منفى..
يقتات باقي الشعور فيك..
على من تتصدق، وهم حين شبعت قلوبهم ناموا؟!..
لماذا قبلت أن تشد الرحال ظامئا..
وموائد روحك ممدودة لقطيع الذئاب؟!..
أي صبر لديك، لينهشوك هكذا؟!..
فتخلع ثوب اعتراضك..
تبتسم حزنا..
تمنحهم ماء الحياة..
وتمضي بصمت..
إلى منتهى منتهى الموت..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..