بيت من الشعر أذهلني بروعته
توسد القلب مذ أن خطه القلم
أضحى شعاري و حفزني لأكرمه عشرين بيتا لها من مثله حكم
لا تشكو للناس جرحا انت صاحبه
لا يؤلم الجرح الا من به الم
شكواك للناس يا ابن الناس منقصة
و من من الناس صاح مابه سقم
و الهم كالسيل و الأمراض زاخرة
حمر الدلائل مهما اهلها كتموا
فان شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلي و من تشكو له صنم
و ان شكوت لمن شكواك تسعده
اضفت جرحا لجرحك اسمه الندم
هل المواساة يوما حررت وطنا
او التعازي بديل ان هوى العلم
من يندب الحظ يطفيء عين همته
لا عين للحظ ان لم تبصر الهمم
كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي فاجبرتني على هجرانه التهم
كم صرت جسرا لمن احببته فمشى
على ضلوعي و قد زلت به القدم
فداس قلبي و كان القلب منزله
فما و فائي لخل ماله قيم
لا اليأس ثوبي و لا الأمراض تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئم
اشرب دموعك و اجرع مرها عسلا
يغزو الشموع حريق و هي تبتسم
و الجم همومك و اسرج ظهرها فرسا
و انهض كسيف اذا الأنصال تلتحم
عدالة الأرض مذ خلقت مزيفة
و العدل في الأرض لا عدل و لا ذمم
فالخير حمل وديع طيب قلق
و الشر ذئب خبيث ماكر نهم
كل السكاكين صوب الشاة راكضة
تطمئن الذئب ان الشمل ملتئم
كن ذا دهاء و كن لصا بغير يد
تر الملذات تحت يديك تزدحم
فالمال و الجاه تمثالان من ذهب
لهما تصل بكل لغاتها الأمم
و الأقوياء طواغيت فراعنة
و اغلب الناس تحت عروشهم خدم
شكواك شكواي يامن يكتوي الما
ما سال دمع على الخدين سال دم
و من سوى الله نأوي تحت سدرته
و نستعين به عونا و نعتصم
كن فيلوسفا ترى ان الجميع هنا
يتقاتلون على عدم و هم عدم