لأول مرة أتفق مع مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلى المجرم والمدان بنيامين نيتانياهو حينما وصف اليوم الذى أصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية قرارها باعتقاله هو ووزير جيش الاحتلال السابق يوآف جالانت بأنه «يوم أسود».
فعلاً هو يوم أسود على رأس مجرم الحرب بنيامين نيتانياهو وحكومته الارهابية المتطرفة.
يوم أسود على دولة الاحتلال الاسرائيلى لأنه اليوم الذى «فضح» أساليبها النازية، وممارساتها العدوانية فى الإبادة الجماعية، وأسقط كل أكاذيبها فى الديمقراطية وحقوق الانسان.
يوم أسود على رأس الرئيس بايدن وإدارته الحامية للمجرم الإسرائيل لتصبح شريكا فى القتل والإبادة، والتدمير، والعنصرية ضد الشعب الفلسطينى.
يوم أسود على أعضاء الكونجرس الأمريكى الذين استقبلوا مجرم حرب، وهللوا له، وصفقوا له قياماً وقعوداً، فى حين أنه مجرد مجرم حرب، كان يجب طرده من الكونجرس، وغلق أبوابه فى وجههه إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة فى الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
حتى لو لم يتم اعتقال نيتانياهو، وجالانت، سيظل قرار المحكمة الجنائية الدولية يوماً أسود فى تاريخهما، وتاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلى لأن قرار المحكمة الجنائية الدولية ليس سياسياً كما صرح الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل، وإنما هو قرار قانونى يجب تنفيذه.
المحكمة الجنائية الدولية هى المحكمة المختصة بمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية، وتعمل بشكل قضائى مستقل، وعدد الدول المشاركة فيها 124 دولة، وهى هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة من حيث الموظفين والتمويل، ومن هنا تأتى أهمية قرارها واعتبار نيتانياهو وجالانت مجرمى حرب، قانونياً وليس سياسياً.
بغض النظر عن تنفيذ قرار المحكمة من عدمه، فقد أثبتت المحكمة أنه مازال هناك أمل فى النظام العالمى، وأن المحكمة نجحت فى وضع نهاية لمستقبل مجرم الحرب نيتانياهو، ورفيقه اللدود جالانت، مهما فعلت أمريكا ومعاونوها لحماية النازيين الجدد فى إسرائيل.