يستحق د. مصطفى الفقى الاحتفاء به بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره المديد ــ إن شاء الله ــ كونه رمزا مهما من رموز الثقافة والسياسة فى مصر والعالم العربى.
أتفق مع الزميل د.أسامة الغزالى فى عموده كلمات حرة عن ظاهرة د.مصطفى الفقى يوم الأحد الماضى، رافضا تعبير د.مصطفى الفقى حينما وصف حالته بـ«الدور المسحور» الذى لايمر عليه المصعد، مشيرا إلى نجاح د.مصطفى الفقى فى إنشاء «دور» أو طابق عال يعلو كل الطوابق.
تعبير د.مصطفى الفقى عن نفسه بـ«الدور المسحور» جاء لأنه لم ينل حظه كوزير للخارجية أو أمين عام لجامعة الدول العربية، رغم استحقاقه ذلك، لكننى أعتقد أن مصطفى الفقى هو «الأطول عمرا» مهنيًّا من بين عدد كبير من السياسيين الذين تولوا هذا المنصب، لأن القصة ليست فى تولى هذا المنصب أو ذاك، وإنما القصة تتركز فى قدرة الشخص على التأثير بمنصب أو دون منصب ليكون هو الأطول عمرا والأكثر تأثيرا بغض النظر عن منصبه أو عمره.
تأثير د.مصطفى الفقى وصفه الزميل الأستاذ محمد سلماوى فى عموده «جرة قلم» يوم الثلاثاء الماضى بأنه أبرز المفكرين والسياسيين فى وطننا العربى، وأنه مفكر حر نجح فى أن يضع فكره ومواقفه السياسية والوطنية كالكتاب المفتوح أمام القارئ.
تقديرى للدكتور مصطفى الفقى ودوره التنويرى قديم لأننى من المتابعين لكتاباته وأفكاره باستمرار، ومن هنا كان حماسى له وقت أن كنت رئيسا لمجلس إدارة الأهرام حينما قدم لى الزميل أشرف العشرى مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر مقترحا بأن يقوم المركز بإصدار مجلدات لجمع مقالاته وإعادة نشرها من جديد.
على الفور رحبت بالمقترح، وقام المركز بإصدار 3 مجلدات جمعت كل مقالات د.مصطفى الفقى التى جسدت مواقفه ومعتقداته الشخصية والسياسية والفكرية فى الكثير من القضايا التى كانت وما زالت مطروحة للنقاش والبحث.
لكل هذا فإن تجربة د.مصطفى الفقى وغيره من المبدعين تؤكد أن العبرة ليست فى تولى منصب ما بدليل أن هناك عددا كبيرا من المبدعين مثل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، والعقاد، وأحمد زويل، ومجدى يعقوب، وهانى عازر، وغيرهم، من شموس مصر الساطعة لم يتولوا مناصب بعينها، لكنهم كانوا الأطول عمرا والأكثر تأثيرا وبقاء من غيرهم ممن تولوا مناصب وذهبوا كما جاءوا.