هكذا تثبت الأيام.. أن رؤية مصر تجاه الأحداث أو الأزمات أو المشاكل الإقليمية والدولية هي رؤية ثاقبة بكل المقاييس وتستهدف مصالح الجماهير في كل زمان ومكان لأن صاحب الرؤية يتمسك بالسلام حتى آخر المدى ويرفض رفضا قاطعا أعمال العنف والعنف المضاد.
***
الرئيس عبد الفتاح السيسي يحذر ليلا نهارا من انهيار الجيوش ومن تحول العلاقات بين الناس وبعضهم البعض ومن انصراف الأغلبية أو حتى الأقلية إلى ما يضر بالسلم والأمن الدوليين وقبلهما السلام الاجتماعي بشتى صوره وأشكاله.
***
ولنأخذ مثلا بما حدث في سوريا قبل خمسة أو ستة أيام فما إن بدأ جيش النظام يفقد الثقة في ضباطه وجنوده وفيما بين هؤلاء الضباط والجنود وقيادة الدولة حتى انفرط العقد وتناثرت الصفوف وأصبحت البزات العسكرية تباع في الأسواق بليرات معدودة بعد أن خلعها أصحابها وغادروا مواقعهم جهارا نهارا..!
***
من هنا.. بات مؤكدا أن النهاية قد اقتربت وأن التصريحات العنترية والبيانات الحماسية لا تسمن ولا تغني من جوع والدليل سقوط رأس النظام وهو غير مأسوف عليه..لأن الجميع انشغلوا في البحث عمن يوفر لهم زوارق النجاة التي اختفت هي الأخرى من المشهد ولم يعد هناك بد من الهروب أو من الاستسلام في مهانة وذل وانكسار.
***
من هنا وبعد أن سقط حكم الأسد في سوريا فمسئولية الحكام الجدد أن يحافظوا على تكاتف الجماهير مع بعضهم البعض وعلى عدم التفريط في الأساسيات التي حاربوا من أجلها بل التمسك بها حتى آخر المدى.
وها هي مصر لم تغير موقفها بل ولن تغيره حيث أعلنت بنفس الصراحة والوضوح والشجاعة مساندتها للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وعدم التدخل في شئونها من جانب الغرباء وغير الغرباء.
وأنا شخصيا أحسب أن الفرصة أمام السوريين في عهدهم الجديد فرصة سانحة وسهلة التحقيق فالتلاحم والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد هما الطريق الآمن لحاضر ومستقبل أمة تدون لنفسها وبنفسها تاريخا جديدا تتحرر سجلاته من نوازع الشر والحقد والكراهية وأبلغ ضمان لذلك سيادة القانون وعدم تفضيل جماعة على جماعة أو فئة على أخرى.
ومع ذلك فإن السؤال الذي يثور:
ما الضمانات الكفيلة بتحقيق ذلك؟
الإجابة ببساطة أن الأمر في يد هؤلاء الذين أعلنوا ويعلنون أنهم جاءوا لإنقاذ الشعب السوري من معاناته وبالتالي تقع عليهم المسئولية أما إذا حدث غير ذلك فسوف تنفلت المعايير من جديد وتتمزق الأوصال وتتوه المعاني والقيم وهذا ما لا نتمناه أبدا للأخوة السوريين الذين بيننا وبينهم مودة منذ زمن طويل.
***
و..و..شكرا