في زخم الصراعات النفسية التي تهدد سلامك الداخلي، وتلك التي تسعى جاهدا لسحبك إلى الوراء، وسط الأحقاد المتناثرة والمعارك العبثية، يصبح التجاهل سلاحا ذا قوة لا يعيها سوى القليل.
هو أداة يملكها العظماء، الذين لا يزحزحهم إلا ما هو ذا قيمة حقيقية.
التجاهل هو الطريق إلى العظمة، هو مرآة تعكس مدى سيطرتك على نفسك، ومدى إدراكك لحجم قوتك.
إنه ليس مجرد رد فعل، بل هو اختيار قوي يعكس أنك قد ارتقيت إلى مستوى الحكمة التي تليق بك.
حينما تصمت أمام الصراعات المسمومة، لا يعني ذلك عجزك، بل لأنك تدرك أن لكل كلمة وقتها، ولكل ظلم موعده، وأن التافه لا يستحق أن يمس عظمة روحك وشموخك.
العظماء الذين صنعوا تاريخهم لم يبلغوا ذروتهم دون أن يتجاهلوا الهجمات التي وجهت إليهم، كما فعل العديد من القادة العظماء الذين صمتوا في وجه الإساءات، محافظين على أفعالهم التي أظهرت قوتهم الحقيقية، هو استراتيجيات الكبار الذين يتحكمون في مجريات الأمور دون أن يشعر الآخرون بأنهم قد نجحوا في استفزازهم.
التجاهل القوي ليس هروبا من المعارك المهمة، بل هو تصفية للوقت والطاقة، وتجنب للمعارك العبثية، التي لا تؤدي إلى أي نتيجة سوى مزيد من التوتر والإرهاق..
كن عظيما في تجاهلك، وتعلم كيف تختار معاركك بحكمة، اعرف متى يجب أن تتجاهل، ومتى يجب أن تظل ثابتا.