ثم
والذين بادروك بالفراق..
عَلِموا جيدا.. أن لك قلبا سيتألم..
وأنه سيتمزق حتما..
أنك ستبكي.. ستبكي كثيرا..
وستلعن الخطى والطرقات والحصى..
ورغم كل هذا هنت عليهم.. ففعلوا..
وافتعلوا الذهاب..
منذ صِفر كان في النية..
حتى آخر خطوة في عمر الغياب..
وإنك.. لم تمنح الفرصة للعفو المعمد بالرجاء فحسب..
إنما كنت تدل السكين على موضع الجُرح فيك..
تنادي.. (حي على طعنة)..
يا عزيزي.. أنت لم تصفح..
إنما كنت تعلم الموت غواية العبور..
فسلام على الذي فعلت..
سلام عليك..
وسلام على جُرحك.. الذي يهدهده النزف..
منذ قصة.. ودمعتين..
منذ الذبحة الأولى..
….ومنذ القطرة الأولى..
منذ بداوة الضماد.. وقسوة البلسم..
حتى شفقة الجفاف..
….حتى السبع العجاف..
وانهيار السنابل..
منذ أينع ها هنا الهرب..
…ونمتْ في الخلف فكرة انكفاءة..
منذ كتفك المرهونة للأحمال..
حين كتبوك في الصحيفة.. سرا إلهيا..
ناولته يد الله.. في يوم ما..
محسوبا على الحزن..
لا أعرف.. ما الذي عندك؟!..
لتراهن عليك غيمة.. ثم غيمة..
ثم هطول..
لماذا أخبرتهم.. أنك تخبئ في الضلوع غابة؟!..
ليعاجلوك بمكايد الفأس.. وفواجع الحطب..
انتهى..