يصر الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن على أن يؤكد كل يوم تورطه المباشر فى الحرب على غزة، وإصراره على تطليخ يديه بدماء الأطفال والنساء والعجائز هناك.
بضعة أيام ويغادر بايدن منصبه – غير مأسوف عليه – ومع ذلك يقوم بإخطار الكونجرس بصفقة أسلحة إلى إسرائيل تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار تشمل ذخائر لطائرات مقاتلة، وطائرات هليكوبتر هجومية، وغيرها من الأسلحة والمعدات الحديثة لاستخدامها فى معارك الجيش الإسرائيلى ضد المدنيين فى غزة.
كان من الممكن أن يتم ترحيل تلك الصفقة إلى الإدارة الجديدة، لكن بايدن الذى أعلن بوضوح عن هويته الصهيونية يريد أن يساند إسرائيل حتى الرمق الأخير، ولا يكفيه وصول عدد القتلى إلى نحو 46 ألفا من الشهداء، والمصابين نحو 109 آلاف بما يجعلها الحرب الأكثر بشاعة فى تاريخ الفلسطينيين حتى الآن.
ليست هدية بايدن الأخيرة إلى إسرائيل هى الصفقة الأولى، لكنها هديته الأخيرة التى سبقها العديد من الصفقات السابقة منذ اندلاع الحرب على غزة، ومن خلال تلك الصفقات قامت الإدارة الأمريكية بتعويض الجانب الإسرائيلى بكل ما يلزم لسد العجز فى معداته وقدراته العسكرية والاقتصادية رغم أنه يحارب مجموعات للمقاومة وليست جيوشا نظامية.
يستخدم الجيش الإسرائيلى أحدث المعدات والطائرات فى قصف المبانى، والمستشفيات، والمدارس، وتدمير البنى التحتية من طرق وكبارى ومحطات مياه وصرف صحى ومخابز ومطاعم وصيدليات بشكل هيستيرى، وإبادة جماعية غير مسبوقة فى التاريخ الحديث.
لو كان بايدن يريد إطفاء نيران تلك الحرب المعلونة لفعلها منذ الشهر الأول، لكنه على العكس فعل كل ما يستطيع «لتمكين» إسرائيل من مخططها الجهنمى فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، وجعل الحياة غير ممكنة فى قطاع غزة، تمهيدا لزرعها بالمستوطنات ووأد حلم قيام الدولة الفلسطينية.
كنت أتمنى أن يحاول بايدن «التكفير» عن خطاياه فى غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل نهاية ولايته، وتبادل الأسرى والمحتجزين، لكن للأسف الشديد يصر بايدن حتى اللحظة الأخيرة على تأكيد تورطه وإدارته بشكل مباشر فى قتل النساء والأطفال والعجائز فى غزة، وتوريط الرئيس الأمريكى المقبل فى صفقات يصعب التراجع عنها لتستمر عجلة القتل والخراب والتدمير إلى ما لانهاية.