ها أنت تزورني في منام الهول البارحة.
طال انتظاري ككل يوم دون أي خبر كان.
سمعت صوتك كنغم يترنح عبر الأثير
بعد الغياب والغياب الطويل السحيق.
ها أنا ذا أرتوي من نظرة وضحكة رنانة البارحة.
لوحت يداك لي .
لتلك الطفلة بين يديك التي كنتُ.قبل الرحيل.
البارحة فقط،كنتَ هنا البارحة.
للبارحة وقع كبير على خطاي التائهة.
على شهقتي التي طالما غص بها صوتي للقاك،
اشتقت لكل همسات الصباح في أذناي،
بصوتك الملائكي …يا فتاتي الرائعة.
اشتقت إلى قبلة بل إلى قبلات كانت تقرب مسافة قلبينا معا .
نعم زرتني البارحة.
تعال..تعال ، أروي لك ما حل بفتاتك البارحة.
وأنت تجلس القرفصاء ،
إلى مائدة الطعام غير مكتمل أطباقها.
وكعادة الآباء حين يبتسمون ،
من فرط الفرحة باللقاء.
بفلذات الأكباد الغائبين ،
تحت حكم شرع الموت الملاذ.
دوني تذهب مستحثا الخطى.
دوني تبتعد في ثبات.
هكذا أراك دون قبضة يدي،
التي أرغمتها الانفلات .
البارحة فقط ارتويت من نبع عينيك
واستعرتك من السماء لوهلة،
بل لساعة وأنا بين يديك.
أنا الصوفية حين ألوذ للدعاء،
فلا يرد الله لي دعاء .
وأنت روح الروح التي غابت،
دون وداع ولا أمل في اللقاء.
هل أنت بخير؟ نعم قل أنك بخير .
هذا ما خبرتني البارحة.
وما أدراك.. ما أدراك ما البارحة.