فوجئ مسئولو جامعة القاهرة بخبر طرح خطة رسمية بالنواب للاستيلاء على مزرعة كلية الزراعة أو جزء منها، وهى على مساحة 100 فدان بمسمى الصالح العام والخدمات، ولا يخفى أن الاستثمار المشبوه يفرض نفسه على الفكرة، مثلما حدث مع حديقة وزارة الزراعة التى أزيل معظمها وبها أشجار نادرة لا يمكن تعويضها، وتحولت إلى مبان تجارية قبيحة، وظهرت مشكلة المزرعة بسيطرة الفساد وأصحاب المصالح بمسمى إقامة مشروعات خدمية وتنموية وتعليمية وصحية ورياضية وثقافية، فى حي بولاق الدكرور، لتمتد يد التدمير للمزارع البحثية والتعليمية لطلاب وباحثى كلية الزراعة، وتخريب العملية التعليمية والبحثية للطلاب والأساتذة. وقتل مشروعً تطوير محطة التجارب الزراعية في البحث العلمي لخدمة المشروعات التنموية التى تحتاجها البلاد، ومع الأعداد المتزايدة من الطلاب بنحو 8 آلاف طالب بالبكالوريوس وألفا بالدراسات العليا ونحو 800 عضو هيئة تدريس بالكلية. بالمزرعة محور عمل الكلية ودورها فى الزراعة التجريبية مع المعمل الاساسي بها والمحطة فى أكبر كلية زراعة في مصر والشرق الأوسط، للنهوض بثروة مصر الزراعية ضمن خطة التنمية بالدولة، إلا أن يد التدمير الممنهجة تأبى أن تقدم خيرا للوطن، وحتى مع تزايد أعداد الطلاب أصبح نصيب الطالب للدراسة أقل من قيراط، بعد جرائم سابقة باستقطاعات بنفس مسمى خدمة أهالي المنطقة ط، مع سوء نية أو جهل الآخرين، الذين ساهموا ومازالوا يهدمون عوامل التنمية والتعليم والنهوض بالخريجين، فلا توجد كلية زراعة في العالم المتقدم بدون مزرعه مساحتها آلاف الأفدنة، أما مشكلة المنطقة فلا يمكن أن تحل على حساب مركز ومنطقة بحثية بمزرعة لها دورها الحيوى لنهضة مشروعات الزراعة للأجيال، وحتى مع تجريم البناء علي الأراضى الزراعية نجد استثناء لمزرعة كلية الزراعة من التجربم! إلا أن تكون جريمة متعمدة وهناك حلول كثيرة لمشكلات المنطقة، فإن رصيد هذه الكلية والمزرعة عشرات السنين، تخرج فيها عمالقة التنمية الزراعية والقومية من عظماء مصر والوطن العربي فى عقود، لذلك فإن إهدار المزرعة الخصبة هدم تاريخها الحيوى المستمر فى استنباط أصناف عالية الإنتاج والتقنيات الحديثة المتطورة بالإنتاج الزراعى، ووفرت أبحاثها مئات المليارات من غذاء المصريين .. إن مايحدث هدم حقيقى لمؤسسة بحثية لن تعوض بثمن، حتى إن بعض الباحثين أكدوا أن الهدف من الاستيلاء على المزرعة هو إقامة مدارس خاصة وأماكن ترفيهية. إنها جريمة الجهلة أو الخونة الذين أضاعوا آمال مصر فى التنمية ..لعنهم الله..