يحفل كتاب فيصل ندا رحلتي مع الدراما ونجوم الفن يحفل بتفاصيل رائعة عن الراحل العظيم فيصل ندا ورحلته الإبداعية ، والحمد لله وفقت والصديقة الأديبة ا.سميحة المناسترلي أن نقنعه بكتابتها وأرسلها لنا ورصدناها وما لبث أن توفاه الله ، وقد نشرته الهيئة العامة للكتاب ، ويتضمن أحداثا درامية في مسيرته الرائعة .
فيصل ندا في ضيافة زوار الفجر
وذات ليلة، وبعد الحلقة السابعة من مسلسل هارب من الأيام، فوجئت بزوار الفجر يقتحمون شقتي ويتم القبض علي ووضعوني في البوكس وقادوني إلى مباحث أمن الدولة، وبين أربعة جدران تم حسبي لمدة 48 ساعة، وأنا لا اعلم لماذا اصطحبني البوليس بكل هذه القسوة إلى امن الدولة؟ وبأي ذنب أسجن؟ وأخيرا دخل عليه ضابط ضخم الجيش، وبعد سيل كبير من الشتائم بدأ يستجوبني، موجهاً لي تهمة الإساءة لنظام الحكم في مصر، والرمز يبطل مسلسل هارب الأيام (كمال الطبال) الذي قام بدوره عبدالله غيث إلى الزعيم جمال عبدالناصر، والإشارة إلى الفساد الاجتماعي الذي يعرضه المسلسل والى فساد السلطة، ونزلت التهمة علي كالصاعقة وأدركت إلى أي مصير مظلم سأقضي حياتي.
وأصابني الذهول، ولم أعرف بماذا أجيبه، واستمر الضابط في توجيه الشتائم والاتهامات لي ويطلب أن أرد عليه ،وسألت افهم من كده أن حضرتك بتحقق معايا، صرخ في وجهي بالإيجاب، مصحوبا بالشتائم، فقلت له إني افهم أن التحقيق عبارة عن سين وجيم ونظر إلى الضابط وسألني ماذا تقصد، فقلت سيادتكم تتهمني إني أرمز بكمال الطبال، إلى الرئيس جمال عبدالناصر ونظرا إلي غاضبا أليس ذلك الحقيقة، فقلت له، كيف أُشتم رئيسي وأنا ابن من أبنائه، فانا اسكن في حي عابدين، وذات يوم رأيت عربة عبدالناصر فجريت وراءها لكي أراه، فكيف أسيء وهو عشقي، كيف هذا، وهو الرجل الذي حررنا، وجعل لنا شأنا في العالم كله، وبدأ علي الضابط الاقتناع بكلامي، وفتح درج مكتبة، واخرج شكوى مقدمه من الكاتبة أمينة الصاوي، وكنت أعلم أنها قريبة من ثروت أباظة مؤلف قصة هارب من الأيام، وقد ذكر لها أنني قمت بإدخال تعديلات كثيرة على القصة لكي تكون رمزا لما يحدث في المجتمع، أن كل شخصيات المسلسل ما هي إلا رموز لكبار الشخصيات في المجتمع، وكان هذا دافعاً لها أن تقدم هذه الشكوى، تتهمني فيها بالإساءة إلى عبدالناصر، وأدركت أنها كانت تريد عرقلتي لأنها شعرت بأنني اصعد بسرعة الصاروخ.
وبدا على الضابط الاقتناع ببراءتي، وأنها شكوى كيدية وطلب مني الانصراف وابتسمت كيف انصرف وأنا لا أعرف أين أنا، لقد اقتادوني إلى هنا في البوكس، وليس معي نقود لأركب تاكسي، وأمر الضابط بإيصالي إلى منزلي بالبوكس الذي أخذني.
وبعد ذلك الحادثة، ذاع اسمي واشتهر أكثر وأصبحت اسما كبيراً في عالم الكتاب، وأصبح أدباء مصر الكبار يسعون للتعرف عليه، لتحويل أعمالهم إلى مسلسل تلفزيوني.
وعشت في عالم كبار الأدباء قرأت أعمالهم، وجلست معهم استمع إلى آرائهم وأفكارهم، وهذا أفادني كثيراً في حياتي.
وتفتحت أبواب المجتمع الراقي لاستقبالي، فخورين بنجاحي، فالكل يريد أن يرى هذا الكاتب الموهوب الجريء الذي هاجم النظام في عز جبروته.
وانهالت علي العروض من أصحاب البرامج التليفزيونية للمشاركة في كتابة تمثيليات للبرامج، ولكنني رفضت كل هذه الإغراءات المادية، لفقد صممت أن أحافظ على نجاحي وإلا اكتب للتلفزيون إلا ما يضيف إلى رصيدي من النجاح.