الإخبارية – وكالات
تمكن العلماء من التوصل لمعرفة سر خطير عن الانسانى البدائى يتمثل فى معرفة ثلاثة جينات ربما لعبت دورا محوريا فى معلم مهم من تطور الإنسان، وهو الزيادة اللافتة فى حجم الدماغ التى سهلت التقدم المعرفى الذى ساعد على تحديد ما معنى أن تكون إنسانا.
ووجد الباحثون هذه الجينات فى نوعين منقرضين من السلالة البشرية وهما الإنسان البدائى والدينيسوفان.
وأفاد الباحثون الخميس، بأن تلك الجينات التى لا توجد سوى فى البشر ظهرت منذ ثلاثة إلى أربعة ملايين عام، قبل قليل من فترة أظهرت سجلات الحفريات فيها زيادة كبيرة فى حجم دماغ أسلاف البشر.
والجينات الثلاثة المتماثلة تقريبا، وكذلك جين رابع ليست له وظيفة محددة، تسمى جينات (إن.أو.تي.سي.إتش2إن.إل) وتتبع فصيلة جينية تعود لمئات الملايين من السنين ولها علاقة كبيرة بتطور الأجنة.
وتنشط الجينات الأربعة على نحو خاص فى مخزن الخلايا الجذعية العصبية بالقشرة الدماغية، وهى الطبقة الخارجية بالدماغ المسؤولة عن أعلى الوظائف العقلية مثل الإدراك واللغة والذاكرة والتفكير والوعي.
وتبين أن الجينات تؤجل تطور الخلايا الجذعية فى قشرة الدماغ إلى خلايا عصبية فى الجنين، مما يؤدى إلى إنتاج عدد أكبر من الخلايا العصبية الناضجة فى هذه المنطقة من الدماغ.
ولا توجد هذه الجينات فى أقرب الكائنات جينيا إلى الإنسان. فلم يعثر العلماء على أى منها فى القردة أو إنسان الغاب. وجرى رصد جين غير محدد الوظيفة قريب من تلك الجينات فى الغوريلا والشمبانزي. لكن الباحثين وجدوا هذه الجينات فى نوعين منقرضين من السلالة البشرية وهما الإنسان البدائى والدينيسوفان.
وتبين أن تشوهات جين (إن.أو.تي.سي.إتش2إن.إل) مرتبطة بحالات عصبية مثل التوحد والفصام وكذلك بصغر وكبر حجم الدماغ على نحو غير طبيعي.
وقال بيير فاندرهايجن أستاذ علم الأعصاب التطورى بجامعة بروكسل الحرة فى بلجيكا “قشرة الدماغ تحدد بصورة كبيرة أى نوع من الكائنات الحية نحن ومن نحن كأفراد. وفهم كيف ظهرت فى التطور إنما هى مسألة رائعة وتمس الأصول الأساسية للبشر”.