الإخبارية – وكالات
ترأس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في جدة، الأربعاء الماضى، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي – الإماراتي.
وأُعلن خلال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في جدة عن اعتماد “إستراتيجية العزم” كأحد المخرجات الرئيسية لخلوة العزم، وآلية العمل المشتركة خلال السنوات الخمس المقبلة بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
لكن مع اتخاذ البلدين لهذه الخطوة بدأ الحديث مجددا عن مصير مجلس التعاون الخليجي، وذلك مع استمرار الأزمة الخليجية وعدم ظهور أي حلول قريبة لها في الأفق.
أزمة قطر.. وبداية التهميش
مع بداية الأزمة الخليجية بين دولة قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحية أخرى تعالت الأصوات لحل الأزمة انقاذا لمجلس التعاون الخليجي من الانهيار.
إذ دعا الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت إلى الوعي بمخاطر التصعيد في الأزمة الخليجية، وحذر من أن انهيار مجلس التعاون الخليجي سيكون انهياراً لآخر معاقل التعاون العربي.
وقد تقلص نفوذ المجلس مع تصاعد الأزمة، إذ يعجز المجلس، الذي تنص لائحة نظامه الأساسي في مادتها (10) على تشكيل هيئة تسوية المنازعات لحل أي مشكلة تحدث بين دول مجلس التعاون الست، حتى الآن من التوصل لحل.
وفى تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية بعنوان “لا فائز من الأزمة الخليجية سوى إيران”، يورد الكاتب إيشان ثارور نقلا عن الدبلوماسي المخضرم والزميل في معهد الشرق الأوسط في واشنطن جيرالد فايرستين، قوله إن الأزمة “همشت مجلس التعاون الخليجي بصفته منظمة فاعلة يمكن أن تعمل معنا”.
وأضاف أن الأزمة “كشفت عن انقسامات.. وتستطيع إيران استغلالها”.
الأزمة.. وإعادة تشكيل المجلس
وبحسب Washington Post يقول إيشان ثارور، أن الأزمة أدت إلى إعادة تشكيل مجلس التعاون الخليجي، إذ اتخذت الإمارات والسعودية موقفا صقوريا ومتشددا في السياسة الخارجية، كما ظهر في حرب اليمن”.
في إشارة منه لقول جون كامبريل الكاتب في “أسوشيتد برس”، الذي أضاف: “إن العلاقة بين ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان تزداد قوة ومتانة”.
وتابع أن “المنامة، التي تعتمد على المال والمساعدات السعودية، ألقت بثقلها وراء الرياض وأبو ظبي”.
“السعودي الإماراتي”.. يُحيي فكرة موت مجلس التعاون
يهدف مجلس التنسيق إلى وضع رؤية مشتركة تعمل بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بحسب وكالة “واس” السعودية ما يعني أنه قد لا يتعارض مع فكرة المجلس.
لكن على الرغم من ذلك، عادت فكرة موت مجلس التعاون الخليجي بقوة مع تأسيس “مجلس التنسيق”.
إذ قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، في لقاء مع قناة Deutsche Welle العربية، على أن مجلس التنسيق الإماراتي السعودي يضع مجلس التعاون الخليجي في غرفة الإنعاش، على حد تعبيره”.
بينما قال الكاتب جمال سلطان، رئيس صحيفة المصريين: “رحم الله مجلس التعاون الخليجي، كان فكرة جميلة وواعدة”.
وأضاف سلطان في تغريدته على موقع تويتر: “لكن تجارب الحياة علمتنا أن الأفكار الجميلة والواعدة لا تعيش طويلا في بلاد العرب”.
في حين غرد الكاتب اليمني، عباس الضالعي بالقول: “إعلان السعودية والإمارات استراتيجية الحزم والعزم وإنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي وتوقيع اتفاقيات في مجالات واسعة.. هل هو مؤشر لإعلان وفاة مجلس التعاون الخليجي؟”.
وعلى الجانب الآخر، باركت شما سهيل المزروعي، وزيرة شؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، الخطوة، ونشرت مقطع فيديو لرئيس الإمارات السابق الشيخ زايد آل نهيان، وهو يقول إن “مصير البلدين واحد”.
بينما قال علي بن تميم، رئيس تحرير موقع 24 الإخباري عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: “بعد إطلاق مجلس التنسيق السعودي الإماراتي ابتهجت الأمكنة وسكانها، مبان إماراتية وسعودية تزدان بأعلام بعضها عرفانا وتقديرا لاستراتيجية العزم”.
وأضاف: “فرح آخر يكمل المشهد البديع، البهجة التي غمرت قلوبنا في الإمارات وقلوب الأشقاء في السعودية. هم القادة في قلب المشهد يصنعون السعادة لنا”.