في دولة المؤسسات تجد البعثات الدبلوماسية متمثلة في السفير الذي يمثل بلاده والذي يسعي لحل مشاكل جالية بلاده في الدولة التي يمثلها سواء كانت تعاقدات أو حقوق وواجبات وهو واجهة بلاده واحترام بلاده يأتي من قوة شخصيته ومدي وطنيته فالسفراء في الدول المحترمة يسعون جاهدين لحل أي ازمة تلوح في الأفق قبل أن تظهر علي السطح وتتفقاقم ويصعب حلها ويستمد قوته من قوة رئيس الدولة التي يمثلها وينتمي إليها .
كل ذلك في الدول المحترمة التي تحافظ علي حقوق رعاياها في الخارج وتجد ذلك متمثلاً في كافة الدول إلا عندنا في المحروسة حدث ولا حرج السفير المصري في كافة الدول يعتبر اختياره تشريفاً لا تكليفاً وكأنه يقضي فترة استجمام في دولة أخري يعيش الترف والمجون وحياة الرغد والأبهة حفلات وهدايا وبزنس ولم نسمع لأي سفير من سفراء المحروسة همساً لأي قضية من القضايا التي تعرضت لها مصر كدولة أو أشخاصاً مصريين يعملون في دول أخري يدخلون عملة صعبة لمصر .
تعرضت العمالة المصرية في كثير من الدول للإهانة والضرب والقتل والترويع وأكل حقوقهم وسرقة مدخراتهم وسفراؤنا يغطون في نوم عميق فماذا فعل سفير مصر الهمام في الكويت تجاه صفاء الهاشم التي صبت جام غضبها علي مصر وقالت ما قالت علي مسمع ومرأي من العالم كله صمت السفير صمت القبور لأسباب كثيره يعلمها الجميع أهمها أننا نمد يدنا للجميع بمعني إش رماك ع المر إلا الأمر منه.
وترك السفير لشعب الفيس أن يتلاسن مع الهاشم كنوع من انواع فش الغليل. هذه أزمة دبلوماسية والتي تسببت فيها نائبة في البرلمان الكويتي أي مسئولة وليست مواطنة عادية الخرس أصاب السفير وكافة المسئولين في مصر المحروسة من رأس الدولة حتي مجلس النواب ووزارة الخارجية.
والمضحك حتي الثمالة أن الدولة وإعلامها الجاهل رقصوا وهللوا وكبروا لبعض المسئولين الكويتيين الذين استنكروا ما قالته الهاشم في حق مصر واكتفوا بذلك الذي ربما كان متفقا عليه لنزع فتيل الأزمة.
هذا علي مستوي شتم مصر قيادة وحكومة وشعباً ولم نسمع رداً قاطعاً يشف صدورنا.
لم تنته أزمة الهاشم وما قالته في حق مصر حتي فجعنا بمقتل شاب مصري مغترب بالسعودية يعمل صيدلانياً باكبر سلسلة صيدليات بالمملكة قتله بلطجي سعودي طعناً بالسلاح لمجرد أن طلب منه الصيدلي المغدور فاتورة شراء الأدوية التي يريد إرجاعها.
فوجئت بتصريح وزيرة الصحة كبقية مسئولي مصر تنعي الفقيد وتكتفي أن جثمان الصيدلي القتيل سيصل في ميعاده وتسهيل الإجراءات اختصرت الموضوع في تسهيل الإجراءات فقط.
أين سفير مصر مما حدث مع الصيدلي القتيل الذي اضطرته الظروف أن يترك أهله ويبحث عن فرصة عمل في الخارج لم تتوفر له في مصر لأنه لم يكن من ابناء الصفوة المرضي عنهم المؤيدون للنظام كل وأي نظام.
خلاصة القول أن اختيار السفراء شابه كثير من الشبهات ودخلت فيه المجاملة ويعتبر السفير سكرتيراً لرئيس الدولة لدي الدولة التي يعمل بها وأصبحت البعثات الدبلوماسية المصرية شكلية وبلا تأثير وانتهي عصر الخارجية المصرية التي كان العالم كله يعمل لها ألف حساب وأصبحنا نهان خارج وطننا وإهانتنا داخل وطننا أشد وليس لنا سوي المنتقم الجبار وحسبنا الله ونعم الوكيل .