مثل إعلان تركيا التنقيب عن الغاز وإستخراجة ضمن المنطقة الإقتصادية لقبرص إستفزازاً صريحاً لأمن المنطقة ,والتى قد تدفع بسلوكها الى تفجير نزاعات قد تصل الى حد النزاع المسلح وأعلنت تركيا أن سفنها ستجرى عمليات حفر فى البحر المتوسط ستستمر حتى سبتمبر المقبل ,بدأت عمليات الحفر التركى فى مناطق تابعة لقبرص فى البحر المتوسط منذ عام 2017,بإطلاق تركيا سفينه خير الدين بربروس باشا التى قامت بشرائها من النرويج عام 2013 ,وفى مايو عام 2018 أطلقت تركيا سفينه حفر سمتها الفاتح والتى أبحرت فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص بمساندة ثلاث سفن لوجيستيه,ليعلن بعدها وزير الخارجية التركى أن سفن التنقيب ستنتقل من المسح الى التنقيب.
ويعزى الكثير من المحللين الخطوات التركية الإستفزازية الأخيرة الى أن تركيا لا تعترف بالإتفاقيات الدولية التى خضعت لها المنطقة وهى إتفاقيات متعددة الأطراف تجمع دول شرق المتوسط, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن النظام التركى يحاول إفتعال أزمات خارجية من أجل لفت الإنتباه عن الخسائر التى منيي بها فى الإنتخابات البلدية الأخيرة ومنها على سبيل المثال أزمة القس الأمريكي أو مع الإتحاد الأوربى,وإفتعال أزمات الغاز,وأخيراً فإن تركيا تعيش أزمة إقتصادية خانقة وإفتعال مثل هذه الأزمات يصور للشعب التركى أن هناك مؤامرة دولية تستهدف إقتصاد تركيا على عكس الحقائق ,وربما أن إنتاج دول المتوسط للغاز قد إستفز تركيا ودفعها الى خرق القوانين الدولية من أجل تقديم نفسها كلاعب محورى فى أسواق الطاقة .
وتتصف السياسية الخارجية التركية فى الآونة الأخيرة باللعب على المتناقضات والتدخل فى الشؤون الداخلية لدول الجوار من أجل الحصول على دور متقدم على المستوى الإقليمي , فنجدها قد ساندت ولا زالت الجماعات الخارجة عن الشرعية فى الدول العربية ,وفى سوريا تتدخل من أجل تصفيه حساباتها مع الأكراد, والإستفادة من تهريب النفط السورى الى أراضيها,وفى العراق خرقت القوانين الدولية بالتعدى على سيادة دولة العراق ,وفى ليبيا واليمن والسودان وقطر, وتلعب على أطراف القضية الفلسطينية رغم إرتباطها بعلاقات وطيدة مع إسرائيل ,يضاف الى كل ذلك إحتلالها جزء من قبرص اليونانية منذ عام 1974,فالنظام التركى لحزب الحرية والعدالة يطاردة حلم الخلافة العثمانية القديمة ,ويلعب على وتر دوره الوظيفى فى الإستراتيجية الغربية وعضويته فى حلف الناتو ويسعى الى فرض أجندته على دول المنطقة وهو ضرب من الخيال في ظل وجود قيادات واعيه ولديها إدراك كبير لمدى التحركات التركية الخبيثة.