لقد بذل المستعمر الكافر جهودا جبارة لإخضاع هذه الامة الحية وما كان له هزيمتها بقوته المادية ولكنه تمتع بالفعل بالدهاء والخداع والقدرة على التمويه والشيطنة بلا حدود منطلقا من عقيدة المصلحة والمنفعة وسرقة الثروات بخداع العقول وعمليات غسيل الدماغ وكان سلاحه الاشد فتكا هو الغزو الفكري لان الامم لاتنهض الا بالفكر المستنير الذي يمتلك التصور الحضاري بالوحي المعصوم للكون والانسان والحياة … ومن هنا اتيت الامة ولا تزال :
وكان مما نجح فيه الغزو الفكري ان ألبس على المسلمين افكارا رئيسة مثل :
١ – الرشوة : وصفها بالفهلوة والجدعنة والشطارة ثن ابدع فقال : إكرامية او بخشيش .
٢ – الخمر : اطلق عليه مفهوم ( المشروبات الروحية ) اي ان الخمر غذاء الروح .والروحانية .
٣ – الزنى واللواط والمثلية : قال عنه ابداع في احترام حرية الاختيار .
٤ – الربا الذي يضرب الوصف بمتعاطيه كمن يتخبطه الشيطان من المس : فقال : لا … لا .. الربى هو الفائدة لتنمية رأس المال بحماية االقانون .
٥ – السرقة : قال : خفة اليد ورياضة الحركة الذكية .
٦ – التجسس على الوطن : هو عمل بطولي تؤديه المعارضة المقهورة انتصارا للشرعية الدولية .
٧ – المخدرات : يمكن تقنينها بالجرعات الخفيفة المنضبطة والمسيطر عليها ( حتى لا يكون كل ممنوع مرغوبا )
٨ – المكوس والجمارك المحرمة : جعلها موردا هاما للدخل القومي وحماية للصناعات المحلية فكانت النتيجة انتشار الفقر والفقراء .
٩ – الجهاد في سبيل الله تعالى : وصفه بالهمجية الخالية من الانسانية وعملا قبيحا تفوح منه رائحة الدماء واشلاء جثث القتلى
١٠ – عقوبة قطع اليد في السرقة : قالوا : همجية قصوى في العقوبة وتوحش قانوني والسجن اصلاح وتهذيب ،
١١ – حد جريمة الزنى : عمل خال من الانسانية وجريمة ضد الإنسان المتحضر وضد الحرية الفردية .
١٢ – وعقد السيكورتاه : اسموه عقد التامين المحقق للتكافل المجتمعي .
١٣ – وهاجموا قواعد الميراث ( للذكر مثل حق الانثيبن ) بانه ظلم للمراة وجعلوا لها مقدار الرجل ولها نصف ثروة الرجل بالطلاق فزادوا المجتمع تمزقا واضاعوا الاسرة وشردوا الابناء .
١٤ – وعمدوا الى ضرب فكرة وجود الأحزاب السياسية اللازمة للنهضة والوصول الى الحكم عن طريق ارادة الجماهير فقالوا لنا : ( ان العمل في السياسة تياسة ) وابعد المخلصون المتصفون بالقوة والامانة وتقدم دور الصفوف المطبلون والمصفقون والناعقون المسبحون بحمد الدينار والدرهم عباد الكراسي المتحركة ؛ وما تحقق الغربان السود الا الخراب للبلاد والعباد ولضرب فكرة وجوب وجود الاحزاب السياسية بفكرة اندية كرةالقدم ( الزمالك والأهلي ) مثالا … حتى مزقوا المحبة والوئام المجتمعي .
وهكذا البسوا على الامة افكارها ونجحوا في صناعة عملاء فكر هم اخطر من عملاء السياسة واسندت ذلك لمراكز بحث علمي وجامعات لمنح اعلى الدرجات العلمية للعلمانيين المؤمنين بالغزو الفكري كطريق لخلاص بلدانهم من التخلف المادي مع ان جوف بلدانهم يتفجر بثروات تكفي العالم .
ومن هنا : على المخلصين العاملين على النهضة والتغيير التركيز على بث الفكر المستنير برسم الخط المستقيم امام الخط المعوج حتى تنهض الامة من سباتها فتخرج من ثوب التبعية الفكرية . وليس التركيز على هز الرايات في المظاهرات وصياغة عبارات السب والشتم وكيل الاتهامات بلا بينات والدعاية المبهرجة للعمل السياسي دون ادني نتائج تستحق الذكر كمن يدور في حلقة مفرغة او كثور هائج يدور حو الساقية وبئر موحلة بلا مياه ولا حياة … فلا حصلت الامة على ماء يروي عطشها ولا ابقينا على الثور ينتفع به لحما او يلقح بقرا او حتى يجر عربة .
هذا ما صنعه بنا الدهاء الانجليزي ومن بعده العجرفةةالامريكية … فمتى تصحو هذه الامة من بياتها الشتوي العميق ؟؟؟
ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى العلي العظيم .